جدل في الجزائر.. ما علاقة

أثار منشورٌ للإعلامية الجزائرية البارزة في قناة "الجزيرة"، خديجة بن ڤنة، موجةً من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تعليق أرفقته بمقطع فيديو يُظهر لقاءً لها مع ظريفة بن مهيدي.

المنشور، الذي نُشر يوم السبت على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أرفقته بن ڤنة بجملة وصفت فيها العربي بن مهيدي بأنه "سنوار الجزائر"، في إشارة إلى القائد العسكري الفلسطيني يحيى السنوار، الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

هذا التشبيه، الذي قصدت منه غالباً الربط في صفات الجَلَد والصيام والمقاومة تحت الحصار، فُسّر من قبل عدد من المتابعين على أنه مقارنة غير موفقة بين شخصيتين رمزيتين، الأولى تمثل أيقونة الثورة الجزائرية، والثانية أحد رموز "المقاومة الفلسطينية" المعاصرة.

وعلّقت خديجة بن ڤنة خلال اللقاء: "مثل يحيى السنوار.. العربي بن مهيدي كان يقاتل وهو صائم".

العبارة أثارت ردوداً واسعة، بين من رأى فيها تشريفاً للسنوار من خلال تشبيهه بمهيدي، ومن اعتبر أنها إعلاء ضمني للسنوار فوق الشهيد الجزائري، دون قصد واضح من الإعلامية.

أمام هذا التفاعل الواسع، سارعت بن ڤنة إلى تعديل المنشور الأصلي، من دون أن تُصدر توضيحًا تفصيلياً، مكتفية بصياغة أقل حساسية لغوياً.

لكن التفاعل لم يخفت، وامتد إلى نقاشات أوسع حول التوازن في الخطاب الإعلامي الجزائري تجاه رموز المقاومة الفلسطينية ورموز الثورة الجزائرية.

الجدير بالذكر أن بن مهيدي يعد أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية، وقد قُتل تحت التعذيب على يد القوات الفرنسية عام 1957، بعد أن أصبح أحد رموز النضال المسلح والتنظيم الثوري.

أما يحيى السنوار، فكان القائد العام لحركة "حماس" في قطاع غزة حتى اغتياله أواخر 2024، بعد شهور من اندلاع معركة "طوفان الأقصى".

ورغم أن التعليق لم يكن مقصده إثارة جدل أو مقارنة بين الشهيدين، فإن حساسية الرمز الجزائري العربي بن مهيدي، وارتباطه الوثيق بالذاكرة الوطنية، جعلت حتى التلميح لأي مقاربة معه، أمراً يخضع لتأويلات متعددة، تؤكد في مجملها أن الرموز الوطنية لا تزال حيّة في الوجدان الشعبي، عصية على التنميط أو التبسيط.

يقرأون الآن