دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

الصين وروسيا تسعيان للتهدئة بعد تهديدات ترامب لدول "بريكس"

الصين وروسيا تسعيان للتهدئة بعد تهديدات ترامب لدول

سعت الصين وروسيا إلى تهدئة التوتر الاثنين بعد أن هدد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على دول مجموعة بريكس التي انتقدت الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي على دول العالم قاطبة.

ومن دون تسمية الولايات المتحدة صراحة، أعرب تكتّل الدول الناشئة خلال قمته المنعقدة في ريو دي جانيرو برئاسة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن "قلق شديد إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التي تسبب خللا في التعاملات التجارية".

واعتبرت مجموعة الدول الناشئة هذه أن هذه الرسوم غير قانونية وتعسفية، وتُهدد "بالحد من نمو التجارة العالمية، وتعطيل سلاسل التوريد، وإدخال حالة من عدم اليقين إلى الأنشطة الاقتصادية والتجارية الدولية".

وسارع ترامب إلى الردّ على بريكس بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأحد، متوعدا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى سياساتها.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" الأحد: "أي دولة تصطف مع سياسات مجموعة بريكس المعادية لأميركا سيتم فرض رسوم جمركية إضافية عليها بنسبة 10%. ولن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة".

كذلك، أكد ترامب في منشور آخر أنه سيبدأ الإثنين بإرسال أول دفعة من الرسائل إلى دول عدة في أنحاء العالم لحضها إما للتوصل إلى اتفاق تجاري أو أن تفرض رسوم باهظة على سلعها.

تُمثل الدول الناشئة الإحدى عشرة التي تشكل مجموعة بريكس وبينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، حوالى نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي.

لكن القادة يحاذرون توجيه انتقادات مباشرة للولايات المتحدة أو لرئيسها، خصوصا وتنخرط عدة دول في مفاوضات مع واشنطن على هذا الصعيد.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بينسنت الأحد إن الرسوم الجمركية الجديدة ستطبق اعتبارا من الأول من آب/أغسطس المقبل في حال لم يبرم شركاء واشنطن التجاريون من تايوان إلى الاتحاد الأوروبي، اتفاقات معها.

وكان ترامب أحدث في نيسان/أبريل صدمة حول العالم بإعلانه عن زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على كل الشركاء التجاريين لبلاده. وتراوحت تلك الرسوم بين 10% كحدّ أدنى و50% للدول التي تُصدّر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها.

لكنّه ما لبث أن علّق تطبيق تلك الرسوم حتى التاسع من تموز/يوليو وفتح الباب أمام إجراء مفاوضات تجارية مع كل دولة على حدة.

لا "للمواجهة"

وردّا على تهديدات ترامب الموجّهة ضدّ المجموعة، أعلنت بكين الإثنين أن دول بريكس لا تسعى إلى "المواجهة".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "في ما يتعلق بفرض رسوم جمركية، لطالما أكدت الصين موقفها القاضي بأن الحروب التجارية والجمركية لا رابح فيها، وأن الحمائية لا تسمح بالتقدم".

وأكّدت أن التكتّل "يروّج للانفتاح والشمولية والتعاون على قاعدة الكلّ رابح".

وللمرة الأولى منذ 12 عاما، يغيب الرئيس الصيني عن قمة المجموعة التي تعتبر بلاده القوة المهيمنة فيها.

وما زالت الصين تتفاوض مع الولايات المتحدة التي توصلت معها إلى "إطار عام" خلال مفاوضات في لندن الشهر الماضي. وبريطانيا وفيتنام هما حاليا البلدان الوحيدان اللذان توصّلا إلى تسوية تجارية مع الولايات المتحدة.

أنشئت مجموعة "بريكس" بهدف إعادة التوازن إلى النظام العالمي، وباتت إثر توسعها في العام 2023 وانضمام السعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإيران وإندونيسا إليها أكثر تنوعا.

كذلك يغيب عن القمّة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف أصدرتها في حقه المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير قانونية إلى روسيا، ما يعتبر جريمة حرب.

وفي كلمة وجّهها الأحد عبر الفيديو، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مجموعة "بريكس" باتت تعتبر "من المراكز الرئيسية للحكم العالمي" وأن "نهج القطب الأوحد في العلاقات الدولية ... ولّى زمنه".

والإثنين، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردّا على سؤال عن تصريحات ترامب إن "التفاعل في سياق بريكس لم يكن أبدا ولن يكون يوما موجّها ضدّ بلد ثالث"، وفق ما نقلت عنه وكالات إعلام روسية.

يقرأون الآن