اليمن

اليمن: انتهاكات الحوثي تهدّد أمن واستقرار المنطقة والعالم

اليمن: انتهاكات الحوثي تهدّد أمن واستقرار المنطقة والعالم

أكدت الحكومة اليمنية أن استهداف سفينة شحن سائبة ترفع علم ليبيريا في البحر الأحمر، جنوب غرب مدينة الحديدة، اعتداء إرهابي غادر يكشف مجدداً إصرار الميليشيا الحوثية على المضي في تهديد خطوط الملاحة الدولية وأمن الطاقة وإمدادات الغذاء، في واحدة من أهم الممرات المائية في العالم.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن هذا الهجوم الإرهابي هو الثاني الذي تنفذه ميليشيا الحوثي خلال 24 ساعة، يؤكد مجدداً استخفاف الميليشيا بإرادة المجتمع الدولي، ويعكس الخطر الذي تمثله على أمن وسلامة الملاحة الدولية، ومسؤوليتها المباشرة عن تعريض حياة المدنيين العاملين على السفن التجارية للخطر، وتهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وقالت قوة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، إن هجوماً للحوثيين في اليمن على سفينة بالبحر الأحمر أسفر عن مقتل 3 بحارة وإصابة شخصين. ويأتي الهجوم على السفينة «إيترنيتي سي» المملوكة لشركة يونانية بعد أن أعلن الحوثيون أمس الأول، أنهم استهدفوا وأغرقوا سفينة أخرى في البحر الأحمر. وكانت ناقلة البضائع السائبة تبحر شمالاً عندما تعرضت لنيران أشخاص على متن قوارب صغيرة ومسيَّرات تحمل متفجرات مساء الاثنين. وأطلق أفراد الأمن على متن السفينة نيران أسلحتهم خلال تعرضهم للهجوم.

ويمثل الهجومان المزدوجان أول هجمات حوثية على الملاحة البحرية منذ نوفمبر 2024، ويحتمل أن يشير الهجومان إلى بداية حملة جديدة تهدد الممر الملاحي الذي بدأ يشهد مرور المزيد من السفن في الأسابيع الأخيرة. وكانت ناقلة البضائع السائبة تبحر شمالاً متجهة إلى قناة السويس عندما تعرضت لنيران أشخاص على متن قوارب صغيرة ومسيَّرات تحمل متفجرات مساء أمس الأول. وأطلق أفراد الأمن على متن السفينة نيران أسلحتهم خلال تعرضهم للهجوم. وأعلنت عملية أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي وشركة الأمن الخاصة أمبري عن هذه التفاصيل. وقدمت قوة الاتحاد الأوروبي معلومات عن الضحايا، قائلة إن أحد أفراد الطاقم المصابين فقد ساقه في الهجوم. ولا يزال الطاقم عالقاً على متن السفينة التي تنجرف الآن في البحر الأحمر.

وهاجم الحوثيون بشكل منفصل ناقلة البضائع السائبة «ماجيك سيز» التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لشركة يونانية الأحد الماضي بمسيَّرات وصواريخ وقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة، مما أجبر طاقمها المكون من 22 فرداً على التخلي عن السفينة. وقال الحوثيون لاحقاً إنها غرقت في البحر الأحمر.

في غضون ذلك، أوضح مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، أن نحو 17 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي، الذي وصل إلى مستوى خطير للغاية، حيث باتت مئات الآلاف من الأسر اليمنية غير قادرة على توفير الغذاء لأطفالها، الذين يواجهون خطر الموت البطيء جوعاً أو مرضاً.

وذكر الزبيري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تأثير الهجمات الحوثية بالبحر الأحمر ينعكس بشكل لافت على الأسعار في الداخل اليمني، إذ يُعد اليمن من أكثر المتضررين من هذه الهجمات، وهو ما يظهر في ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمنتجات الدوائية والمشتقات النفطية بشكل مضاعف. ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي تمارس تدميراً ممنهجاً لسلاسل الإمداد الغذائي من خلال زراعة الألغام في الطرقات، واستهداف المنشآت الحيوية، واحتكار الواردات، وتجنيد الفلاحين بدلاً من دعمهم، مما أدى إلى انهيار الإنتاج المحلي وتعميق الأزمة.


يقرأون الآن