كشف الناشط السوري شادي مارتيني، أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وصف التحرك نحو التطبيع مع إسرائيل بأنه "فرصة لا تتكرر إلا كل مئة عام"، وذلك خلال لقاء جمعها قبل أسبوعين.
جاء ذلك خلال زيارة مارتيني إلى إسرائيل، ومشاركته في جلسة للكنيست الإسرائيلي، إلى جانب الإعلامي السعودي المقيم في الإمارات، عبد العزيز الخميس.
زيارة "غير اعتيادية"
وقال موقع "واللا" العبري، إن مارتيني قام بزيارة "غير اعتيادية" إلى الكنيست الإسرائيلي، وشارك في في جلسة نظمها "اللوبي لدعم تسوية أمنية إقليمية"، الذي يهدف إلى إقامة "لوبي"، ينشط من أجل تعزيز "حل إقليمي" بين الدول العربية وإسرائيل.
وأشار الموقع في تقرير، إلى أن زيارة مارتيني، تأتي في خضم زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن والتصريحات "المتفائلة" بشأن إمكانية توسيع نطاق "اتفاقيات أبراهام" (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل).
وقال مارتيني خلال كلمة له في مؤتمر الكنيست، إنه التقى مطولاً مع الشرع قبل أسبوعين، ودار خلال اللقاء الكثير من النقاش حول إسرائيل.
ونقل الناشط عن الرئيس السوري قوله: "هناك فرص كهذه في الشرق الأوسط، لا تتكرر إلا مرة واحدة كل قرن، لكنها لن تكون متاحة دائما. فلنغتنم هذه الفرصة، لا أن نضيعها، لأنني أريد أن يكبر الأطفال الإسرائيليون والسوريون والسعوديون والفلسطينيون والأردنيون على أمل"، على حد زعم مارتيني، ووفق ما نقله الموقع العبري.
وعلى حد أفاد موقع "تايمز أوف إسرائيل"، بإن مارتيني هو رجل أعمال وناشط سوري، وكان رئيس "منظمة التحالف الأديان"، والتي كانت ضمن "تحالف المنظمات السورية في أميركا" لسنوات، لافتةً إلى مارتيني باللغة الإنكليزية عن "الفرص الجديدة للتعاون" بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة.
وأشار مارتيني، إلى أنه التقى رفقة القسيس جوني مور والحاخام ابراهام كوبر، الشرع، لمدة ساعتين، "وكانت إسرائيل المحور الأساسي في النقاش".
وقال إن الهجمات الإسرائيلية على حزب الله في 2024، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله، "كانت من الأحداث الحاسمة التي سمحت لقوى المعارضة السورية بإسقاط النظام السوري بسرعة" في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأضاف: "بالنسبة لنا كسوريين، كنا سعداء جداً بما فعلته إسرائيل، لقد قدّرنا ذلك كثيراً. لكن هذا الشعور تغيّر بسبب النشاط العسكري الإسرائيلي الواسع داخل سوريا بعد سقوط بشار الأسد".
كما "انتقد" قيام القوات الإسرائيلية بمنع المزارعين السوريين من الوصول إلى أراضيهم في الجانب السوري من الجولان، حسبما نقل الموقع العبري.
وتابع مارتيني أنه تربّى على "صور نمطية سلبية قوية" عن الإسرائيليين، وكان "مندهشاً عندما تواصل بعض الإسرائيليين معه وساعدوه هو وعائلته خلال الحرب" السورية، فيما وصف هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بـ"المجزرة" و"المأساة الكبير".
فرص إقليمية
وقال "واللا" إن المؤتمر الذي احتضنه الكنيست، يتناول "الفرص الإقليمية" في أعقاب الحرب على غزة والمواجهات مع إيران.
ونقل الموقع عن الخميس قوله خلال المؤتمر: "لنكن واضحين، من الرياض إلى أبو ظبي، الرسالة لا تتعلق بمن انتصر في الحرب، بل بما يليها. هناك إرهاق في الخليج من الحروب والطوارئ. هناك توق إلى الاستقرار والشراكة".
وأضاف الإعلامي السعودي "نتساءل: هل تستطيع إسرائيل الانتقال من مرحلة القوة إلى عصر الشراكة وتحقيق ردعها العسكري، وهو موجود بالتأكيد، لتحقيق النجاح السياسي؟"، على حد تعبيره.
وتابع الخميس، إن القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب في غزة "قضيتان جوهريتان" بالنسبة للسعودية، مضيفاً أنه "لا يمكننا قبول وضع يسجن فيه الناس في غزة. نهج السعودية ليس محلياً، بل إقليمياً (...) يجب إقامة دولة فلسطينية لامركزية، مع التزام إسرائيلي واضح ليس فقط بالأمن، بل أيضا بالتعايش".
وقال إن "هذه ليست مطالب كبيرة، بل هي الحد الأدنى والمطلب الإنساني. إذا انتهزت إسرائيل الفرصة لتعميق الاحتلال وإذلال غزة، فلن تخسر السعودية فحسب، بل العالم العربي بأسره. أرجوكم حولوا مزايا الساحة الحديدية إلى جسر أمل".