كشف مصدر مطلع لموقع "تلفزيون سوريا" أن الحكومة السورية رفضت مقترحات قدمها وفد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) خلال الاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء في العاصمة دمشق، داعية إلى الإسراع في تنفيذ اتفاق آذار الموقع بين الطرفين قبل أربعة أشهر.
وأمس الأربعاء، اجتماع وفد من "قسد" مع مسؤولين في الحكومة السورية في قصر تشرين بدمشق، ضمن إطار متابعة تنفيذ بنود اتفاق آذار، الذي يُعدّ المرجعية الأساسية في الحوار بين الطرفين.
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع السفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، في قصر الشعب، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وممثل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون منطقة شرقي الفرات. وبينما لم يصدر أي إعلان رسمي عن مشاركته، أفادت تقارير إعلامية بحضور قائد "قسد" مظلوم عبدي الاجتماع.
مطالب "قسد" تلقى رفضاً حكومياً
وأوضح المصدر أن وفد "قسد" أصرّ على الحفاظ على هيكليته العسكرية الخاصة، والانضمام إلى الجيش السوري كقوة مستقلة تحت اسم "قوات سوريا الديمقراطية"، مع انتشار عسكري ضمن تشكيلات منفصلة في الرقة ودير الزور والحسكة، وهو ما قوبل بالرفض القاطع من الجانب الحكومي.
كما طالبت "الإدارة الذاتية" بتكريس نظام حكم لا مركزي يمنحها سلطات إدارية وأمنية واسعة في شمال شرقي سوريا، مع احتفاظها بالسيطرة المحلية على تلك المناطق. غير أن الحكومة السورية شددت على أن المنطقة يجب أن تخضع إدارياً وأمنياً للسلطة المركزية في دمشق، بحسب المصدر.
تحذيرات من إضاعة الوقت وانتهاء اللقاء دون تقدم يذكر
وخلال الاجتماع، طالبت الحكومة السورية وفد "قسد" بالتوقف عن المماطلة والالتزام الجاد بتنفيذ بنود اتفاق آذار، محذّرة من "تداعيات خطيرة" لاستمرار تضييع الوقت ومحاولات الالتفاف على الاتفاق، وفقاً للمصدر.
وأشار المصدر إلى أن وفد "قسد" طلب تمديد الفترة الزمنية المحددة مسبقاً لتنفيذ الاتفاق، والتي تنتهي مع نهاية العام الجاري، بحجة الحاجة إلى مزيد من الوقت، وهو ما اعتبرته الحكومة محاولة جديدة للتهرب من تنفيذ الاتفاق.
وبحسب المصدر، انتهى الاجتماع دون تحقيق "نتائج إيجابية"، مع الاتفاق على أن تواصل اللجان المشتركة من الجانبين عقد اجتماعات قريبة بهدف تنفيذ اتفاق آذار.
الحكومة السورية تؤكد على سوريا موحدة وترفض "الفدرلة"
ورحّبت الحكومة السورية بأي مسار للتعاون مع "قسد" من شأنه تعزيز وحدة الأراضي السورية، مؤكدة تمسكها الثابت بمبدأ "سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة".
وفي بيان رسمي صدر مساء الأربعاء، شددت الحكومة على أن "الجيش السوري يُعد المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن"، مرحّبة بانضمام المقاتلين السوريين من "قسد" إلى صفوفه ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة.
وأكد البيان أن الدولة السورية ترفض "رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة ترابها"، معتبرة أن "الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر".
المبعوث الأميركي يؤيد جهود الحكومة وينتقد "قسد"
وفي تطور لافت، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، مساء الأربعاء، إن هناك طريقاً واحداً أمام "قسد" وهو الطريق إلى دمشق، موضحاً أن "الفيدرالية لا تعمل في سوريا".
وأضاف باراك، لوكالة روداو، أن الحكومة السورية أبدت حماساً بشكل لا يُصدق لضم "قسد" إلى مؤسساتها ضمن مبدأ دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة.
كما لفت إلى أن "قسد" بطيئة في الاستجابة والتفاوض والمضي قدماً في هذا المسار.
الاتفاق بين الرئيس الشرع وعبدي
يشار إلى أن الاتفاق الموقع بين الرئيس الشرع ومظلوم عبدي، في 10 من آذار الماضي، تضمن عدة بنود، أبرزها: دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية، والمطار، وحقول النفط والغاز.
كما نصّ الاتفاق على اعتبار المكون الكردي "جزءاً أصيلاً من الدولة السورية"، و"ضمان حقوقه الدستورية الكاملة"، مع التأكيد على "رفض دعوات التقسيم، وخطاب الكراهية، ومحاولات بث الفتنة بين مكونات المجتمع السوري".