يواصل النجم السعودي سالم الدوسري كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم العالمية، بعدما حل خامساً في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة من حيث عدد الدقائق في موسم 2024-2025، وفقاً لإحصائية نشرتها شبكة «The Athletic».
الرقم لم يكن عادياً على الإطلاق، حيث خاض اللاعب 6028 دقيقة تنافسية مع نادي الهلال والمنتخب السعودي، وهو ما يعادل نحو 67 مباراة كاملة «90 دقيقة لكل مباراة»، في موسم واحد فقط.
ويضع الرقم الدوسري في مصاف كبار نجوم العالم، إلى جانب لاعبين مثل فيدي فالفيردي «ريال مدريد» الذي تصدّر القائمة بـ6674 دقيقة، وبرونو فيرنانديز «مانشستر يونايتد» 6343 دقيقة، ومايك مينيان «ميلان» 6108 دقائق، ويوشوا كيميتش «بايرن ميونيخ» 6078 دقيقة، دخول سالم ضمن هذه الكوكبة يعكس حجم الجهد المبذول والانضباط الاستثنائي الذي يتمتع به النجم السعودي على مدار الموسم.
ولعل الأهم في هذا السياق، هو أن سالم الدوسري لم يصل إلى هذا الرقم القياسي بسبب عدد المباريات فقط، بل بسبب الثبات والجاهزية البدنية العالية التي مكنته من المشاركة أساسياً في معظم المباريات، سواء مع الهلال الذي خاض موسماً مزدحماً بالمنافسات المحلية والقارية، أو مع المنتخب السعودي الذي خاض العديد من المباريات في التصفيات والاستعدادات الدولية.
المدهش أن هذا الرقم يأتي من لاعب في الثلاثينيات من عمره، في وقت نجد فيه كثيراً من اللاعبين يعانون من الانخفاض البدني والإصابات في هذه المرحلة، لكن سالم بدا أكثر حيوية من أي وقت مضى، وهو ما يعكس التزامه الشخصي في التدريبات والراحة والتغذية، وكذلك الدعم الفني والطبي الذي يتلقاه في نادي الهلال والمنتخب.
وفي مقارنة سريعة مع أسماء أخرى في القائمة، نلاحظ أن ديفيد رايا «أرسنال» لعب 5955 دقيقة، وجوشكو جفارديول «مانشستر سيتي» 5911 دقيقة، وإيميليانو مارتينيز «أستون فيلا» 5908 دقائق، وجود بيلينجهام «ريال مدريد» 5858 دقيقة، ورافينيا «برشلونة» 5785 دقيقة، وكلها أسماء تنتمي لأقوى الفرق في العالم، ويظهر معها اسم سالم بكل فخر وتقدير، ممثلاً وحيداً لكرة القدم الآسيوية والعربية في هذه القائمة النخبوية.
إنجاز الدوسري لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بالرمزية التي يحملها لاعب خليجي استطاع أن يفرض اسمه في واحدة من أكثر الإحصائيات صرامة في كرة القدم الحديثة، وهذا يبعث برسالة قوية لكل لاعب عربي بأن الاحتراف الحقيقي يبدأ من الانضباط، وأن الطريق نحو العالمية لا يحتاج للعب في أوروبا فقط، بل للإصرار والعمل الدؤوب.
وبات سالم الدوسري بات نموذجاً يُحتذى به، ليس فقط للناشئين في السعودية، بل لكل من يؤمن أن الطموح لا يعرف حدوداً.