دولي

ماذا يجري بين أذربيجان وأرمينيا؟... تقرير أميركي يكشف

ماذا يجري بين أذربيجان وأرمينيا؟... تقرير أميركي يكشف

ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أنه "خلال اجتماع صاخب لمجلس الوزراء في البيت الأبيض، طغت قصة إخبارية جيوسياسية ذات أهمية كبيرة. سلط وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بالإنابة، ماركو روبيو، الضوء على المفاوضات التي كانت معلقة آنذاك بين أذربيجان وأرمينيا، والتي عُقدت يوم الخميس، 10 تموز، في أبوظبي. ووفقًا لروبيو، كانت احتمالات التوصل إلى تسوية سلمية ناجحة تُنهي الصراع المستمر بين البلدين منذ عقود كبيرة جدًا".

وبحسب الموقع، "لطالما كانت الدولتان الواقعتان في جنوب القوقاز في حالة عداء. ولا يقتصر هذا الصراع على الأراضي فحسب، مع أن منطقة ناغارنو كاراباخ المتنازع عليها تُضفي عليه بُعدًا إقليميًا رئيسيًا. ولكن هذا البعد يمتزج بالتوترات العرقية والدينية، وخاصة بين الإسلام والمسيحية، وفي نهاية المطاف يدور حول السعي إلى الهيمنة على الطاقة. وفي الأيام الأخيرة، انتشرت تقارير عن انهيار كبير في العلاقات بين أذربيجان وروسيا، مما دفع موسكو إلى توسيع حضورها العسكري في أرمينيا المجاورة. في الوقت عينه، تقربت الحكومة الأذربيجانية من تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، حتى في الوقت الذي تُمارس فيه أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة تطهيرًا عرقيًا ضد المجتمعات المسيحية الأرمنية القديمة في إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي استولت عليه بالكامل من أرمينيا عام 2023".

وتابع الموقع، "لم يكتفِ الإسرائيليون بمساعدة أذربيجان في حربها الشرسة ضد أرمينيا عام 2020، بل ردت باكو بالسماح للإسرائيليين بشن العديد من هجماتهم بطائرات من دون طيار ضد الدفاعات الصاروخية والجوية الإيرانية في بداية الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران. في الواقع، تواصل إسرائيل استخدام أذربيجان كقاعدة عمليات متقدمة لطائراتها lk دون طيار وعملياتها الاستخباراتية الموجهة ضد الجمهورية الإسلامية".

وبحسب الموقع، "في جوهره، يدور هذا الصراع حول السيطرة الجغرافية على أراضي بالغة الأهمية. سيربط ممر زانجيزور، الذي يمر عبر الأراضي الأرمينية، جزءًا صغيرًا من جيب نخجوان الأذربيجاني بالدولة الأم عبر خطوط سكك حديدية وطرق جديدة، وهو طريق بري أساسي بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. وإذا نجح الأذربيجانيون في السيطرة على هذه المنطقة، فإنهم قد يساعدون الأميركيين والإسرائيليين من خلال إضعاف المواقف الروسية والإيرانية في المنطقة. في الواقع، إن إنشاء ممر زانجيزور الموثوق به للتجارة البرية بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ من شأنه أن يقطع روسيا تماما عن منطقة التجارة الرئيسية هذه في حين يحاصر إيران من خلال توسيع النفوذ التركي على طول الحدود الشمالية لإيران".

وتابع الموقع، "إذا تمكنت أذربيجان من تطوير هذا الممر بالكامل، فسيكون بإمكانها بناء خط أنابيب يربط احتياطاتها من الغاز الطبيعي بالعملاء الأتراك. حتى وقت قريب، كان الأذربيجانيون يضطرون إلى دفع رسوم عبور لإيران لنقل غازهم الطبيعي إلى العملاء الأتراك. ولكن إذا تمكن القادة في باكو من بناء خط أنابيب عبر هذا الممر، فسوف يقطعون الطريق على الإيرانيين تماما، وبالتالي يحرمون طهران من مصدر مهم آخر للإيرادات في وقت تعاني فيه إيران بالفعل من الضغوط بسبب العقوبات الغربية. وإذا مضت هذه العملية قدماً، فإن أذربيجان سوف تصبح قوة عظمى في مجال الطاقة، وتتحكم في إمدادات النفط والغاز الطبيعي إلى أوروبا في لحظة حرجة من عدم اليقين الجيوسياسي".

وختم الموقع، "بعيدًا عن كونها محاولةً لتسوية نزاع ديني قديم، يُمكن فهم محادثات أبوظبي على أنها مناورة جيوسياسية كبرى للهيمنة على أراضٍ تقع في عمق أوراسيا، وهي تقليديًا حكرٌ على روسيا وإيران والصين". 

يقرأون الآن