أعلنت وزارة الصحة السورية، في بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء، عن العثور على عشرات الجثث داخل مشفى السويداء الوطني، وذلك عقب انسحاب المجموعات المسلحة التي كانت قد سيطرت عليه خلال الأيام الماضية.
وصرّح وزير الصحة أن فرق الإسعاف والطواقم الطبية تمكنت من الدخول إلى المبنى فور انسحاب المسلحين، لتُفاجأ بالمجزرة، حيث تم توثيق عشرات الجثث التي أُعدِم بعضها ميدانيًا داخل أروقة المستشفى.
من جانبها، أوضحت وزارة الدفاع أن تلك المجموعات الخارجة عن القانون كانت قد تمركزت داخل المشفى واتخذته نقطة استراتيجية، حيث نصبت قناصين على الأسطح لاستهداف قوات الجيش والأمن الداخلي ومنع اقتراب الطواقم الطبية والإنسانية.
وعلى الرغم من توجيه الحكومة عدة تحذيرات ومناشدات لتحييد المرافق الطبية والسماح بإخلاء الجرحى والمرضى، فإن تلك المجموعات تجاهلت جميع النداءات، ما فاقم من خطورة الوضع الإنساني داخل المشفى.
في أعقاب انسحاب المسلحين، نفذت القوات السورية عمليات تمشيط واسعة في محيط المستشفى ووسط مدينة السويداء، وأسفرت عن إعادة السيطرة الكاملة على المنطقة وطرد المسلحين منها، بحسب بيان صادر عن وزارتي الدفاع والداخلية.
وأكدت السلطات أن الجهود مستمرة لتأمين المدينة ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، في حين تُواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لتحديد هوية الضحايا والجهات التي تقف وراء هذه الانتهاكات.
وتأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد التوتر الأمني في محافظة السويداء، حيث تدور اشتباكات بين مجموعات مسلحة ذات خلفيات درزية وبدوية، ما أدى إلى سقوط أكثر من 30 قتيلًا و100 جريح خلال الأيام الماضية، وفق ما أفادت به وكالة الأناضول نقلًا عن مصادر محلية.
ورغم الجهود لفرض اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الوضع الأمني لا يزال هشًا، مع ورود تقارير عن خروقات متكررة وهجمات مباغتة تنفذها المجموعات المسلحة التي تم طردها مؤخرًا.