ذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي، أن "الناجين من الزلزال الهائل الذي ضرب شمال غربي سوريا، يواجهون تحديات مدمّرة قد تهدد الصحة العامة جراء الكارثة، التي تسببت في إلحاق المزيد من الضرر في منظومة المياه المتهالكة في البلاد، ما يضعها تحت عبء جديد يزيد المخاوف من احتمال انهيارها".
وأوضحت اللجنة في بيان أن "منظومة المياه في مدينة حلب، تعرضت إلى ضغوط متزايدة، بدايةً من النزاع الدائر منذ اثني عشر عامًا، ثم أجهز عليها الزلزال، وأصبح المزيد من السكان يعتمدون على المنظومة ذاتها لتلبية احتياجاتهم من المياه بعد أن فقدوا منازلهم في الزلزال، كما أن الضرر المباشر الذي لحق بمرافق البنية التحتية، قلّل من كفاءة المنظومة وزاد من خطر تلوث المياه".
وأضافت: "الزلزال دمّر العديد من خزانات المياه الموجودة فوق أسطح المنازل، ما زاد الضغط على شبكات المياه، وانهارت أجزاء من شبكة الصرف الصحي في المدينة، التي لحقت بها أضرار بالغة قبل وخلال النزاع، ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات في بلد تكافح لمواجهة آثار نزاع تجاوز عقدًا من الزمن".
وأشار مدير عمليات اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط والذي كان يشرف على عمليات الاستجابة الإنسانية لتداعيات الزلازل، فابريزيو كاربوني، إلى أن "زيادة احتمال حدوث عواقب وخيمة على قطاع الصحة العامة كأثر غير مباشر للزلزال أمر مفزع، فظهور أي تداعيات صحية جديدة مثل انتشار الأمراض المعدية سيكون كارثة تحلّ بالبلد".
وقال كاربوني: "يتقاسم الناس الغذاء والمياه والملابس. ومع ذلك، فإن حجم وخطورة الاحتياجات الجديدة في المناطق المتضررة، وفي أنحاء سوريا، يتطلب المزيد من المساعدة. إن إيجاد حلول دائمة لدعم البنية التحتية الأساسية، أمر حيوي للصحة العامة، وهذا ينطبق بشكل خاص على المجتمعات المحلية التي يصعب على الجهات الإنسانية الوصول إليها".
ودعمًا لهذه المجتمعات، التي تعيش في مناطق مثل إدلب حيث الظروف المعيشية كارثية والاحتياجات هائلة، تدعو اللجنة الدولية جميع أطراف النزاع إلى "وضع الاعتبارات السياسية جانبًا وتيسير العمل الإنساني ليتسنى تقديم الإغاثة لمن يحتاجون إليها، بغض النظر عن الوسيلة".
وقد لجأ آلاف الأشخاص إلى أماكن إيواء مؤقتة بعد الزلزال، ما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية والنظافة الصحية في حلب وحماة واللاذقية. ففي أحد أماكن الإيواء المؤقتة في حلب، يتشارك 850 شخصًا في سبعة مراحيض. وفي مكان آخر، كان في السابق مصنعًا للإسمنت، يلعب الأطفال الكرة بالقرب من المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة.
وسلّمت فرق اللجنة الدولية، صباح يوم الزلزال، مستلزمات طبية إلى مستشفيات في حلب بعد ساعات فقط من وقوع الكارثة. ومنذ ذلك الحين، استفاد أكثر من 57 ألف شخص في المناطق المتضررة من المساعدات الصحية المقدمة من اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري. ووفرت فرق اللجنة الدولية المياه للمقيمين في ستة من أماكن الإيواء في حلب، وقدّمت مساعدات إغاثية لأكثر من 30 ألف شخص، شملت مواد غذائية ومستلزمات أساسية.
ودعمت اللجنة الدولية عام 2022 جهود إعادة تأهيل 32 مرفقًا للمياه في جميع أنحاء البلاد، واستفاد أكثر من 17 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا من مختلف الأنشطة المتعلقة بالمياه، كما نفذت اللجنة الدولية في السنوات الأخيرة، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، آلاف المشاريع الهندسية لصالح شبكات المياه والصرف الصحي في مختلف مناطق سوريا بهدف تقديم دعم مستدام لمقدمي الخدمات المحليين للحد من تدهور الخدمات في البلاد.
رويترز