ألتمان: الذكاء الاصطناعي يهدد بانتشار واسع للاحتيال الرقمي

حذّر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، من اقتراب العالم من "أزمة احتيال" كبيرة، نتيجة قدرة الذكاء الاصطناعي على تمكين المجرمين من انتحال شخصيات الآخرين بسهولة.

وأشار ألتمان، خلال حديثه في اجتماع للاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى خطورة اعتماد بعض المؤسسات المالية حتى الآن على بصمة الصوت كوسيلة للتحقق من الهوية، قائلاً:

القلق من استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال لم يقتصر على ألتمان وحده، بل سبق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أن حذّر، العام الماضي، من تزايد الجرائم الإلكترونية التي تعتمد على تقنيات "استنساخ" الصوت والفيديو. وقد أبلغ العديد من الآباء بمحاولات احتيال استخدمت أصواتاً مولّدة اصطناعياً لإقناعهم بأن أبناءهم في خطر؛ وذلك لابتزازهم مالياً.

وأخيراً، حذّر مسؤولون أميركيون من واقعة قام فيها شخص بتقليد صوت وزير الخارجية ماركو روبيو باستخدام الذكاء الاصطناعي، واتّصل بعدّة مسؤولين أميركيين، بينهم وزراء خارجية، حاكم ولاية، وعضو في الكونغرس.

رغم تحذيراته، يتعرض ألتمان لانتقادات بسبب مواقفه المعارضة لتشريعات تنظيم الذكاء الاصطناعي. فبينما يقرّ بخطورة الاحتيال الرقمي، كانت أوبن إيه آي قد شجّعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على تجنّب فرض قيود تنظيمية على هذه التكنولوجيا، بحجة الحفاظ على القدرة التنافسية الأميركية أمام الابتكارات الأجنبية.

ويُنتظر أن يعلن البيت الأبيض قريباً عن "خطة عمل الذكاء الاصطناعي"، التي تهدف إلى وضع سياسة وطنية لتنظيم هذا القطاع وتعزيز ريادة الولايات المتحدة فيه.

ومن اللافت أن هذه المخاوف قد تخدم مصالح ألتمان نفسه، إذ يدعم أداة جديدة تدعى The Orb، وقد طوّرتها شركة "تولز فور هيومانيتي"، وتروّج لها كوسيلة لتأكيد هوية المستخدمين وإثبات أنهم بشر، في عالم بات فيه التلاعب بالهوية الرقمية أكثر سهولة من أيّ وقت مضى.

يقرأون الآن