لما لا يصيب السرطان القلب.. إلا نادراً؟!

ما الذي يجعل القلب مقاومًا للسرطان؟

رأى الأستاذ المشارك في جراحة القلب والصدر والهندسة الحيوية، جامعة بيتسبرغ أن ه رغم أن القلب هو أول عضو يتشكل ويبدأ العمل أثناء النمو الجنيني، إلا أن خلاياه تنقسم بمعدل منخفض جدًا بعد الولادة، ففي البالغين، تقل معدلات الانقسام تدريجياً، حتى إن أقل من نصف خلايا القلب تُستبدل طوال حياة الإنسان. هذا يعني أن نصف خلايا القلب التي وُلدت بها تبقى معك مدى الحياة.

وأضاف: "هذا الانقسام البطيء هو خط الدفاع الأول ضد السرطان، لأن انخفاض معدل الانقسام يقلل من فرص حدوث أخطاء أو طفرات في الحمض النووي، كما أن القلب محمي داخل القفص الصدري، وأقل تعرضاً للعوامل المسرطِنة كالضوء فوق البنفسجي أو المواد السامة".

لماذا قد يحدث سرطان القلب رغم ندرته؟ وقال إنه في الحالات النادرة التي يُكتشف فيها سرطان القلب، يكون في الغالب بسبب انتقال خلايا سرطانية من أعضاء أخرى إليه، وهي ما يُعرف بـ"النقائل".

وبعض السرطانات، مثل سرطانات الجلد أو الثدي، قد تنتشر إلى القلب، ولكن هذا يظل أمراً نادراً.

وحين يحدث، يكون سرطان القلب خطيراً جداً وسريع الانتشار، إلا أن الدراسات أظهرت أن المرضى الذين يتلقون علاجات مثل الجراحة والعلاج الكيميائي يعيشون لفترة أطول مقارنة بمن لا يتلقون هذه العلاجات.

وتتطلب معالجة سرطان القلب جهوداً متعددة التخصصات، تشمل العلاجات التلطيفية لتخفيف الألم، والطب التكاملي الذي يراعي العلاقة بين النفس والجسد.

كيف يفتح هذا المجال أبواباً لعلاجات جديدة؟

إن فهم أسباب مقاومة القلب للسرطان يمنح العلماء رؤى جديدة لتطوير علاجات، ليس فقط للسرطان، بل أيضاً لأمراض القلب المزمنة، فمثلاً، توضح الأبحاث أن القلوب المصابة بالفشل القلبي تحتوي على خلايا منقسمة أكثر من القلوب السليمة، لكنها لا تكفي لشفاء القلب تلقائياً، ويأمل العلماء عبر تقنيات حديثة، مثل إعادة برمجة الخلايا، في إيجاد طرق لتحفيز تجديد خلايا القلب واستعادة وظيفته.

يقرأون الآن