تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك العاملة في السوق المصرية لليوم الثاني على التوالي، لينخفض إلى ما دون مستوى 49 جنيهاً للبيع والشراء، مدفوعاً بتحسن تدفقات النقد الأجنبي واستقرار السوق، وسط توقعات باستمرار وتيرة انخفاض العملة الأمريكية مع تراجع الطلب المحلي على العملة الصعبة.
وواصلت أسعار صرف الدولار الأميركي والعملات الأجنبية والعربية الرئيسية التراجع، اليوم الاثنين، أمام الجنيه المصري في البنوك المحلية، حيث تراوح سعر الدولار بين 48.69 جنيهاً، و49.03 جنيهاً للشراء، و48.79 جنيهاً و49.13 جنيهاً للبيع.
شهد سعر صرف الدولار في مصر تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، مدفوعاً بجملة من العوامل الاقتصادية والاستثمارية التي أسهمت في تعزيز المعروض من النقد الأجنبي وتحسن ثقة الأسواق بالاقتصاد المصري.
وترافقت هذه التطورات مع سياسات نقدية أكثر مرونة من جانب البنك المركزي المصري الذي أتاح تحركاً تدريجياً لسعر الصرف بما قلص الفجوة مع السوق الموازية، الأمر الذي حد من الطلب غير الرسمي على الدولار، وأسهم في تعزيز قيمة الجنيه.
وشهدت مصر انتعاشاً في القطاع السياحي، ما أدى إلى زيادة إيرادات العملات الأجنبية، حيث زادت إيرادات مصر السياحية 22% على أساس سنوي في النصف الأول من العام الجاري إلى 8 مليارات دولار، وتأمل الحكومة المصرية بنمو أعداد السائحين إلى 18 مليون سائح بنهاية العام الجاري، حسبما ذكر مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري في يناير الماضي.
بالإضافة إلى ارتفاع تحويلات المصريين من الخارج، ما يسهم بشكل كبير في زيادة المعروض من الدولار، حيث حققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج طفرة كبيرة خلال الفترة من يوليو إلى مايو من العام المالي 2025/2024، حيث ارتفعت بنسبة 69.6% لتسجل نحو 32.8 مليار دولار، مقابل 19.4 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق.
وأظهرت البيانات ارتفاع التحويلات بنسبة 59% خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025 على أساس سنوي، لتصل إلى نحو 15.8 مليار دولار، مقارنة بـ9.9 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى المستوى الشهري، سجلت تحويلات شهر مايو 2025 ارتفاعاً غير مسبوق بنسبة 24.2% على أساس سنوي، لتصل إلى 3.4 مليارات دولار، مقابل 2.7 مليار دولار في مايو من العام السابق، وهي تدفقات تاريخية لم تشهدها تحويلات المصريين في هذا الشهر من قبل.