دولي

بزشكيان في مرمى نيران الصقور.. التفاوض يشعل كواليس السلطة بإيران

بزشكيان في مرمى نيران الصقور.. التفاوض يشعل كواليس السلطة بإيران

في قلب طهران تدور واحدة من أعقد المعارك السياسية بين جناحين متنافرين داخل النظام الإيراني: الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان من جهة، و"الصقور" المتشددين من جهة أخرى.. المعركة ليست حول السلطة فقط، بل حول مستقبل العلاقة مع الغرب وإلى أي مدى يمكن لإيران أن تطورها دون أن تشتعل نيران الداخل.

الرئيس بزشكيان يجد نفسه وسط عاصفة ضغوط يقودها المحافظون الرافضون لأي مسار تفاوضي مع الولايات المتحدة والدول الغربية.. هؤلاء الصقور المسيطرون على لجنة الأمن القومي في البرلمان وعلى مفاصل في الحرس الثوري، يطالبون بمراجعة العقيدة السياسية الخارجية وبالتصعيد، حتى ببناء "ردع نووي صريح"، فلا تفاهم ولا مهادنة في وقت تتأرجح فيه المنطقة فوق بركان من التوترات.

لكن بزشكيان لا يبدو مستعداً للرضوخ، بحسب خبراء تحدثوا لـ"إرم نيوز"، فإن ميزان القوى الداخلي لا يميل حالياً لصالح الصقور، بل إن الرئيس استطاع تحقيق اختراق مهم في المعادلة عندما جذب بعض المحافظين المؤثرين في الشارع الإيراني إلى جانبه، مستفيداً من أدائه خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، التي قدّم فيها نموذجاً لرئيس "يمتلك قدرة ردع" دون أن ينساق إلى التصعيد.

يرى الخبراء أن بزشكيان يدير الموقف بدقة ويراهن على الجغرافيا السياسية المتغيرة في الشرق الأوسط؛ فهو يدرك أن أي انزلاق نحو مواجهة مباشرة سيجلب مزيداً من العقوبات وربما ضربة قاصمة للبرنامج النووي، بينما التفاوض المدروس قد يتيح لإيران أن تُبقي على طموحها النووي وتخفف من الخنق الاقتصادي في آن واحد.

جوهر المسعى الإيراني الحالي هو تصدير صورة "قوة نووية محتملة" تمتلك الردع دون أن تعلن عن امتلاكها السلاح، فـ"الغموض المحسوب" هو ما يمنح طهران مساحة للمناورة دون استفزاز الغرب إلى حد الحرب.

بينما الصقور يخرّبون على إدارة بزشكيان.. يريدون إشعالها مواجهةً مفتوحة مع الغرب ويراهنون على تحالف استراتيجي مع الصين كبديل عن أي تقارب مع واشنطن؛ فهؤلاء على يقين تام أن أي اتفاق مع الغرب يعني تقويض أوراق القوة الإيرانية، وربما إسقاط النظام على المدى الطويل.

ورغم هذه التحديات، يواصل بزشكيان المراوغة السياسية محافظاً على مساره الإصلاحي دون صدام مباشر، في محاولة لتثبيت معادلة شديدة التعقيد.. برنامج نووي محمي، واقتصاد غير مخنوق، وعلاقات دولية منضبطة.. فهل ينجح؟

يقرأون الآن