أكدت الحكومة الإيرانية أن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي جرت على مدى خمس جولات، لم تسفر حتى الآن عن تقدم ملموس، مشيرة إلى أن الملف النووي يمرّ بمرحلة شديدة التعقيد.
وقالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام رسمية، السبت، إن إيران لم تكن يوماً ممانعة للحوار في مختلف القضايا.
وعن الحوار الجاري حالياً مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) بشأن الملف النووي، قالت مهاجراني إنه لا يُصنَّف كمفاوضات تهدف إلى اتفاق، بل هو مجرد تبادل للآراء دون مسار تفاوضي فعلي.
وتأتي هذه التصريحات في ظل جمود المسار الدبلوماسي بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وبعد أشهر من المساعي الأوروبية لإحياء قنوات التواصل بين طهران وواشنطن، التي تعثرت بسبب تصعيد العقوبات والحرب مع إسرائيل وتبادل الاتهامات حول الالتزامات النووية.
الجدير بالذكر أن إيران كانت قد أبدت في السابق استعداداً مشروطاً للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، في حال رفع العقوبات بشكل كامل وضمان عدم انسحاب الولايات المتحدة مجدداً، وهو ما ترفضه واشنطن دون تنازلات إضافية من طهران.
وفي مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده لا تزال تحتفظ بالقدرة التقنية والبشرية الكاملة لاستئناف برنامجها النووي، على الرغم من الأضرار التي لحقت بمنشآتها إثر الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة.
وقال عراقجي: "يمكننا إعادة بناء المنشآت واستبدال المعدات، لأننا نمتلك التكنولوجيا اللازمة، وما زال لدينا عدد كبير من العلماء والفنيين المؤهلين".
وأضاف الوزير الإيراني أن قرار استئناف برنامج التخصيب مرهون بـ"الظروف"، دون تحديد جدول زمني، مشدداً في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة مطالبة بتعويض الأضرار التي لحقت بإيران جراء الهجمات الأخيرة، وأن تقديم تفسيرات وضمانات بعدم تكرار ذلك هو شرط أساسي لاستئناف أي مفاوضات.
وأكد أن بلاده لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم لأغراض غير عسكرية، قائلاً: "إذا بلغ التخصيب مستوى الصفر، فلن يبقى لدينا شيء".