بعد 22 شهراً من الحرب، تعاني غزة أزمة غذاء حادة، حيث تتصارع حشود جائعة على كميات محدودة من الطعام تدخل القطاع المحاصر، معرضة حياتها للخطر تحت نيران القصف، أو تُسرق المساعدات من قبل عصابات إجرامية، أو تُستولى عليها بطرق أخرى وسط الفوضى التي تعم المنطقة، ما يحول دون وصول المساعدات إلى المحتاجين فعلياً.
وبعد إعلان إسرائيل وقفاً جزئياً للقصف الأحد الماضي، تحت ضغط دولي متزايد بسبب خطر المجاعة، بدأت المساعدات الإنسانية تصل مجدداً إلى غزة، إلا أن المنظمات الدولية تعتبر الكميات التي تدخل غير كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة.
تشهد غزة يومياً مشاهد مأساوية، حيث يهرع العشرات من الفلسطينيين الهزيلين والمحرومين نحو مركبات محملة بأكياس الغذاء أو إلى نقاط الإنزال الجوي للمساعدات التي وصلت مؤخراً من الإمارات والأردن وبريطانيا وفرنسا. ففي منطقة الزوايدة وسط القطاع، اندفع الفلسطينيون متنافسين على الطرود التي أُلقيت بالمظلات، وسط سحب من الغبار والتدافع العنيف.
ومنذ 27 آيار/مايو، قُتل ما يقارب 1400 فلسطيني في قطاع غزة، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. بينما ينفي الجيش استهداف المدنيين الذين يتلقون المساعدات، ويؤكد أنه يطلق طلقات تحذيرية فقط عند اقتراب الناس من مواقعه.
وتدعو المنظمات الدولية منذ أشهر إلى إزالة العراقيل التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على دخول المساعدات، مثل رفض إصدار تصاريح عبور الحدود، بطء الإجراءات الجمركية، وجود نقاط وصول محدودة، والطرق الخطرة داخل القطاع، مشيرة إلى أن هذه العقبات تزيد من تعقيد الوضع الإنساني وتؤجج الفوضى التي تعيشها غزة.