تنفّذ وحدات الجيش اللبناني، بالتعاون مع مديرية المخابرات، إجراءات أمنية واسعة ومشددة على طول طريق صيدا القديمة والخط الممتد من كفرشيما وصولاً إلى دوّار الطيونة، وذلك في إطار خطة استباقية تهدف إلى منع أي استفزازات قد تؤدي إلى تطورات أمنية غير محمودة.
وأغلق الجيش المدخل الرئيسي لبلدة كفرشيما، مانعاً الدخول والخروج منها، باستثناء ممر جانبي واحد مخصص للحالات الضرورية لسكان البلدة. كما شملت الإجراءات منع الدخول إلى عين الرمانة من ناحية الشياح، باستثناء أهالي المنطقة، وذلك ضمن خطة للحد من حركة العبور التي قد تثير توتراً ميدانياً.
وتنتشر عناصر وآليات الجيش بشكل كثيف وعلني عند دوّار الطيونة ومداخل عين الرمانة، في مشهد يعكس الجدية في ضبط الوضع ومنع أي احتكاك بين الشبان أو أي تحركات قد تخرج عن السيطرة.
وتتزامن هذه الإجراءات مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء وما رافقها من تصعيد سياسي حول ملف حصر السلاح، في ظل ترقّب أمني وسياسي حذر لما قد تفرزه الأجواء المشحونة على الأرض.
قالت مصادر أمنية لـ"العربية/الحدث" إن الجيش اللبناني منتشر في كل المناطق لمنع أي احتكاكات في الشارع، مؤكدة أن هذا الانتشار يهدف إلى ضبط الوضع والحفاظ على الاستقرار.
وشددت المصادر على أن أي تجمع أو توافد لدراجات نارية أو سيارات سيُعرّض السلم والأمن الداخلي للخطر، وسيتم التعامل معه وفق القانون.
وأكدت أن أي اعتداء على الأملاك العامة أو الخاصة سيتم منعه بشكل صارم.
وأضافت المصادر أن دراجات نارية آتية من الضاحية الجنوبية كانت تحاول مساء أمس الدخول إلى مناطق في بيروت، إلا أنها عادت أدراجها بعدما شاهدت انتشار الجيش على مداخل العاصمة.
مسيرات لحزب الله
ونفذ مؤيدون لحزب الله مسيرات على الدراجات النارية في مناطق عدة ليل أمس في إشارة فهمت من قبل العديد من السياسيين والإعلاميين على أنها رسالة "تهديد ووعيد" وتحذير من إقرار تسليم سلاح حزب الله للدولة.
أتت تلك المسيرات المؤيدة لحزب الله، بعدما أكد الأخير أنه لن يتخلى أو يناقش مسألة تسليم السلاح إلى الدولة قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني وتحديد النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها.
فيما تضغط الولايات المتحدة عبر مبعوثها توم براك، الذي زار لبنان أكثر من مرة مؤخراً، من أجل حصر السلاح بيد الدولة.
وكان حزب الله خاض العام الماضي مواجهات عنيفة مع إسرائيل، أدت إلى خسائر فادحة في صفوفه، قبل أن تنتهي الحرب باتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانب اللبناني والإسرائيلي برعاية أميركية.
ونص الاتفاق الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي (2024) على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب الليطاني وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
كذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بشكل تام، إلا أن القوات الإسرائيلية لا تزال تبقي على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخولها الإشراف على جانبي الحدود.