دولي

ممر "زنغزور".. لهذه الأسباب إيران تعارض بشدة سيطرة أميركا عليه

ممر

عادت قضية ممرّ زنغزور إلى الواجهة، بعد ان وقعت أذربيجان وأرمينيا اتفاق سلام بوساطة أميركية أمس خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتضمن الاتفاق أيضا حقوقا حصرية للولايات المتحدة في تطوير ممر نقل عبر أرمينيا يربط أذربيجان بمنطقة نخجوان، الجيب الأذربيجاني المتاخم لتركيا حليفة باكو.

وسيُطلق على ممر العبور، الذي سيمر بالقرب من الحدود مع إيران، اسم "طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين" وسيتم تشغيله بموجب القانون الأرميني.

"يقوض أمن المنطقة واستقرارها الدائم"

بموجب الاتفاق الجديد، ستحصل الولايات المتحدة على حقوق تطوير حصرية في ممر زنغزور الاستراتيجي عبر جنوب القوقاز، وهو تطور لروسيا وإيران وتركيا، وجميعها لها مصالح اقتصادية وسياسية في المنطقة.

وسارعت إيران إلى معارضة إنشاء ممر عبر أرمينيا يربط الجزء الرئيسي من أذربيجان بمنطقة نخجوان، مؤكدة أنها ستعمل بكل الوسائل على إفشال هذا المشروع. وحذرت من أي تدخل أجنبي بالقرب من حدودها يمكن أن يقوض أمن المنطقة واستقرارها الدائم".

وقال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في تصريحات لوكالة "تسنيم" الإيرانية: "تنفيذ هذه الفكرة سيهدد أمن جنوب القوقاز، لذلك تؤكد إيران أنها ستسير في طريق ضمان أمن القوقاز الجنوبي سواء مع روسيا أو بدونها. نحن على ثقة بأن روسيا تعارض هذا الممر استراتيجياً أيضاً".

وأكد ولايتي على موقف إيران الذي وصفه بالثابت برفض تشكيل ممر زنغزور، موضحاً أن هذا الممر يغيّر الموقع الجيوسياسي للمنطقة، ويعيد رسم الحدود، وصُمّم في إطار خطة لتقسيم أرمينيا.

وشدد ولايتي على أن "استئجار الممر من قبل دولة أخرى أمر ساذج، وترامب يتظاهر بالسذاجة"، مضيفاً: هذا الادعاء، أي استئجار الممر في هذا الجانب من العالم من قبل ترامب، يشبه أن يذهب شخص من هنا ليستأجر قناة بنما! هذا أمر مستحيل ولن يحدث.

وأشار إلى أن "ترامب، وكعادته، يطلق تصريحات براقة لكنها فارغة المحتوى"، وتابع: ترامب يظن نفسه مكتباً للوساطة العقارية ويريد استئجار أرض أو منطقة!

مع روسيا أو من دونها سنمنع تهديد أمن جنوب القوقاز

تابع وزير الخارجية الإيراني الأسبق "أن مشروع هذا الممر، الذي ينطوي على تقسيم أرمينيا في المستقبل، يواجه معارضة قوية من شعب أرمينيا، مشدداً على أنه لا توجد أمة تقبل بتقسيم أراضيها، حتى وإن اتخذت حكومتها – للأسف – مواقف غير مستقرة".

وأشار ولايتي إلى مواقف رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، قائلاً "إنه خلال زيارته السابقة إلى إيران، وبالنظر إلى الأضرار الواضحة والطابع التآمري لهذا المشروع، أكد توافقه مع موقف إيران ورفضه لإنشاء الممر".

وأضاف، مذكّراً بالتغييرات التي سيحدثها إنشاء ممر زنغزور في حدود إيران، والذي سيجعل طرق الاتصال في شمال البلاد وشمال غربها محصورة بتركيا، "أن تنفيذ هذه المؤامرة سيعرّض أمن جنوب القوقاز للخطر، وعلى هذا الأساس أكدت إيران أنها، سواء مع روسيا أو من دونها، ستتحرك لحماية أمن جنوب القوقاز، مضيفاً أن طهران تعتقد أيضاً أن روسيا، من الناحية الاستراتيجية، تعارض هذا الممر".

أبعاد جيوسياسية أوسع

وقد ربطت وكالات أنباء مثل "رويترز" هذه الاتفاقية بمحاولة واشنطن دمج أذربيجان في "اتفاقيات إبراهيم" التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول المسلمة، وهو ما يمكن أن يعقد العلاقة بين طهران وباكو بسبب الروابط الوثيقة بين أذربيجان وإسرائيل.

وترى باكو أن مشروع ممر زنغزور هو مسار استراتيجي يربط أراضي أذربيجان مع جمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي ويؤدي إلى تركيا، ويمر عبر إقليم سيونيك في جنوب أرمينيا، بمحاذاة الحدود مع إيران، ما يجعل هذا المشروع محط توتر جيوسياسي إقليمي حساس. ‎

يقرأون الآن