صحة

أدوية التخسيس.. أرباح هائلة ومخاطر صحية متصاعدة

أدوية التخسيس.. أرباح هائلة ومخاطر صحية متصاعدة

تتصدر صناعة أدوية إنقاص الوزن وتنسيق القوام قائمة أسرع الأسواق نموًا عالميًا، حيث بلغت إيرادات هذا القطاع 465 مليار دولار في عام 2025، ما يعادل تقريبًا حجم اقتصاد دولة بحجم الدنمارك. ويشمل هذا الرقم مبيعات أدوية التخسيس، عمليات جراحة السمنة، الأغذية الصحية، والأجهزة الرياضية، مما يعكس اتساع نطاق السوق وتنوع مصادر دخله.

وتشير التوقعات إلى أن حجم السوق سيتجاوز حاجز 1.06 تريليون دولار بحلول عام 2035، مدفوعًا باتساع قاعدة المستهلكين وارتفاع الطلب على الحلول المبتكرة في مواجهة السمنة المفرطة.

أدوية التخسيس: قفزة نوعية في سوق يشهد تنافسًا عالميًا محمومًا

يبرز سوق أدوية إنقاص الوزن كأحد المحركات الرئيسة لهذا النمو، إذ من المتوقع أن تتضاعف إيراداته أربع مرات خلال العقد القادم، لتصل إلى 150 مليار دولار في عام 2035. ويرجع هذا الارتفاع إلى تزايد الإقبال على العلاجات الدوائية الحديثة، أبرزها حقن أوزمبك ومنجارو، اللتان أثبتتا فعالية في تقليل الوزن وتحسين مؤشرات الصحة العامة.

وفي ظل هذا التنافس المحتدم، يشارك في السوق العالمي نحو 157 شركة، من بينها عمالقة الصناعات الدوائية مثل:

نوفو نورديسك (الدنماركية)

إيلي ليلي (الأميركية)

أسترازينيكا (البريطانية)

ومن المثير للاهتمام دخول شركة تايوانية جديدة، كاليواي، التي تجري تجارب على حقنة بجرعة واحدة تستهدف إذابة دهون البطن، في خطوة قد تحدث تحولًا جوهريًا في العلاجات غير الجراحية للسمنة.

تحذيرات طبية حادة من مخاطر أدوية التخسيس

في مقابلة مع برنامج "بزنس مع لبنى" على سكاي نيوز عربية، أكد الدكتور أحمد خشبة، رئيس الكونفدرالية العالمية لجمعيات جراحة التجميل، أن أدوية إنقاص الوزن لا تخلو من تأثيرات جانبية بالغة الخطورة، تشمل مضاعفات في الغدة الدرقية، الكلى، المرارة (وحصواتها)، النظر، والبنكرياس.

وأشار إلى أن تفشي المنتجات المقلدة والرخيصة في السوق أدى إلى زيادة ملحوظة في حالات الوفيات والأمراض المرتبطة بهذه الأدوية، ما يستوجب تعاملاً حذرًا وتحت إشراف طبي دقيق.

تأثير أدوية التخسيس على جراحة التجميل

كشف الدكتور خشبة أن انتشار أدوية التخسيس والحقن السريعة قلص بشكل كبير عدد المرضى الذين يلجؤون إلى العمليات الجراحية التقليدية لعلاج السمنة. فبينما كان جراحو التجميل يتعاملون مع أربع إلى ست حالات يوميًا، انخفض هذا العدد بصورة ملحوظة مع زيادة الإقبال على الحلول الدوائية.

وأكد أن أطباء التجميل يركزون على عمليات تنسيق القوام وإزالة الجلد والدهون المتبقية بعد خسارة الوزن، ولا يتنافسون مع أطباء الغدد الذين يتابعون حالات استخدام الأدوية، مؤكدًا أن تحديد طريقة العلاج الأنسب يجب أن يتم بواسطة الطبيب المختص فقط، مع متابعة مستمرة لتفادي المخاطر.

سوق ضخم بفرص استثمارية ضخمة... ومخاطر صحية جسيمة

يعد سوق إنقاص الوزن من أسرع القطاعات نموًا عالميًا، مع توقعات بتجاوز إيراداته التريليون دولار خلال العقد المقبل، مدعومًا بتطورات دوائية وتكنولوجية متسارعة، ورغبة متزايدة من المستهلكين في حلول غير جراحية.

ومع ذلك، تظل هذه السوق محفوفة بمخاطر صحية جدية، تستوجب وعيًا طبيًا عاليًا وحرصًا على تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبي متخصص، خاصة مع تنامي ظاهرة المنتجات المقلدة وغير الآمنة.

و يبقى الحل الأمثل والمستدام هو تبني نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة بانتظام، مع الاستعانة بالعلاج الطبي المناسب وفقًا لتقييم دقيق من الأطباء المختصين.

يقرأون الآن