فاجأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العالم بظهوره في الاسكا وهو يرتدي قميصاً كتبت عليها أحرف ترمز للاتحاد السوفياتي، "СССР" — وهي اختصار الاتحاد السوفيتي باللغة الروسية.
قميص لافروف يحمل من الرسائل ما يكفي ليشغل العالم قبل القمّة المرتقبة بين الزعيمين الروسي والاميركي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وأشارت وسائل إعلام عالمية إلى هذه الرسائل.
نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن خبراء قولهم إن النظام الروسي الحالي "استغل مراراً الحنين إلى الاتحاد السوفيتي لتحقيق أهدافه السياسية والإمبريالية"، وسبق لبوتين أن وصف في خطاب ألقاه عام 2005 تفكك الاتحاد السوفيتي بأنه "أكبر كارثة سياسية" في القرن العشرين.
Lavrov has arrived for the meeting in a shirt that says СССР (USSR). https://t.co/D5yrC2MFhD pic.twitter.com/h5HYuvTrob
— Anton Gerashchenko (@Gerashchenko_en) August 15, 2025
كما ارتبط حنين موسكو إلى الماضي كثيراً بغزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022 والحرب التي تلت ذلك، والتي يأمل ترامب في إنهائها خلال قمة ألاسكا يوم الجمعة، وفق الصحيفة نفسها.
صحيفة "دايلي ميل" كانت أعنف في مقاربتها لرسالة لافروف، واعتبرت خلال تغطيتها الخبر أن روسيا وجّهت لدونالد ترامب إشارة "أصبع أوسط بحجم تمثال الحرية" بعد أن وصل الرجل الثاني لبوتين (أي لافروف) إلى محادثات السلام مرتدياً قميصاً يمجّد الاتحاد السوفيتي.
ونقلت الصحيفة وجهة نظر دبلوماسيين أوكرانيين وجنود ردّوا بغضب على هذه الخطوة "الاستفزازية" التي جاءت بعد ساعات فقط من تباهي ترامب وقوله إن بوتين "لن يعبث معي".
أوليغ ت.، 33 عاماً، جندي قوات خاصة يقاتل في شرق أوكرانيا، قال لصحيفة "ميل": "هذه ليست رسالة – هذا استفزاز للأميركيين. إنه إصبع أوسط بحجم تمثال الحرية. إذا لم يرَ ترامب ذلك، فهو اختار أن يكون أعمى".
وقال: "تصرف لافروف ليس صدفة؛ إنها رسالتهم للجميع، بما في ذلك ترامب. إنهم يُظهرون علناً ما يريدونه — هم لا يريدون السلام، لا يريدون التفاوض، بل يريدون الغزو والقتل".
واعتبر أن "الاتحاد السوفيتي هو حلمهم العزيز، رغبتهم في استعادة السلطة، وإجبار الجميع على الركوع أمام موسكو، وجعل الجميع عبيداً لهم مرة أخرى".
من جهته، قال السياسي الأوكراني أوليكسي غونتشارينكو إن القميص كان "رسالة واضحة" للشعب الأميركي وللعالم بأسره.
وأضاف لصحيفة "ميل": "إنه يقول إن روسيا ترغب أن تعود الأمور كما كانت في الماضي، بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة — لا نظام دولي، والـ'كبار' يقررون كل شيء كما يرونه مناسباً".
وتابع: "إنها رسالة للجمهور المحلي والدولي حول العالم".
وقال الدبلوماسيون إن هذه الخطوة الاستفزازية أظهرت احتقار لافروف لواشنطن كما كانت تحذيراً لدول الجوار القريبة من روسيا.
واتفق أوليكساندر خارا، المدير التنفيذي لمركز استراتيجيات الدفاع في كييف، على أن القميص "صُمم بوضوح" لإيصال رسالة لقادة العالم بأن "روسيا ترى القمة كخطوة أقرب لاستعادة إمبراطوريتها السوفيتية".
وسينضم لافروف إلى وفد الكرملين عندما يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق من يوم الجمعة، في قمة مرتقبة بشدة لمناقشة الحرب في أوكرانيا.