عادت العلاقات السعودية الايرانية ومن بوابة الصين الى طبيعتها، ونجحت مبادرة الرئيس الصيني (شي جين بينغ) بإقناع البلدين بالشروع فورا بدعم تطوير علاقات حسن الجوار بينهما وحل خلافاتهما من خلال الحوار والديبلوماسية.
واول ثمار الإتفاق كان الموافقة على إعادة فتح سفارتي البلدين وممثلياتهما خلال شهرين كحد أقصى على أن يعقد وزيرا الخارجية السعودي والإيراني اجتماعا لترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات.
كما تم الإتفاق على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.
هذا التطور البارز سيكون له الأثر الإيجابي على كل بلدان المنطقة وعلى كل القضايا والملفات الشائكة والصراعات فيها.
الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إعتبر أن التحول المتعلق بالتقارب السعودي - الإيراني جيد ولن يكون على حساب شعوب المنطقة وإنما لمصلحتها مشددا على أنه إذا سار هذا التقارب في المسار الطبيعي يمكن أن يفتح آفاقا في المنطقة وفي لبنان أيضا.
قطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران في أثناء خلاف بين البلدين.
وحملت السعودية إيران المسؤولية في السنوات القليلة الماضية عن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على منشآت نفطية بالمملكة في 2019، وكذلك هجمات على ناقلات في مياه الخليج. ونفت إيران الاتهامات.
وصف وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين الاتفاق بأنه انتصار للحوار والسلام، مضيفا أن بكين ستواصل لعب دور بناء في تسوية القضايا العالمية الصعبة.
وقال متحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض إن السعودية، التي تتطلع إلى توسيع شراكتها مع الصين، أبقت الولايات المتحدة على اطلاع بالمحادثات في بكين لكن واشنطن لم تشارك بشكل مباشر.
توترت العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عهد بعيد بين السعودية والولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن بسبب الحرب في اليمن وفي الآونة الأخيرة بسبب علاقاتها مع روسيا وسياسة أوبك+ بشأن إنتاج النفط.
وفي المقابل، سلطت الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس شي جين بينغ للسعودية قبل ثلاثة أشهر الضوء على العلاقات المتنامية للمملكة مع الصين.
وبين زيارة بايدن للسعودية والخلافات التي خرجت الى العلن وبين زيارة الرئيس الصيني الى المملكة والإتفاقات التي تم التوقيع عليها.