يسابق قطاع غزة الوقت متأرجحاً بين التهدئة وتوسيع الحرب. ففيما ينتظر الوسطاء الرد الإسرائيلي على المقترح الجديد لوقف النار، بدأ جنود الاحتياط الإسرائيليون يتلقون أوامر الاستدعاء.
فقد تلقى العديد من جنود الاحتياط الإسرائيليين أوامر رقم 8 (الاستدعاء) استعدادا لعملية احتلال مدينة غزة، وفق ما أفادت القناة 14 الإسرائيلية.
كما أشارت إلى أن 60 ألف جندي احتياط سيبدأ استدعاؤهم ابتداء من اليوم الأربعاء.
يأتي ذلك، في حين بات السخط جليا بين بعض جنود الاحتياط الذين يتم استدعاؤهم للخدمة مرة أخرى، في مؤشر على مدى تغير المزاج العام في إسرائيل جراء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.
حالة اندفاع الشباب والجنود الإسرائيليين التي سادت بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، تراجعت.
وبات العديد من المجندين يعبرون الآن عن خيبة الأمل إزاء القادة السياسيين الذين يرسلونهم إلى ساحة المعركة مرة أخرى، إذ يستعد الجيش للسيطرة على مدينة غزة، أكبر مركز حضري في القطاع، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وبحسب دراسة أجراها باحثون في الجامعة العبرية حول الرأي العام تجاه الحملة الجديدة على مدينة غزة، بين أكثر من 300 شخص يخدمون في الجيش حاليا، قال 25.75 من جنود الاحتياط إن دوافعهم انخفضت بشكل كبير مقارنة ببداية الحملة، بينما أوضح 105 آخرون أن دوافعهم انخفضت قليلا.
أما عندما طُلب منهم وصف مشاعرهم تجاه العملية العسكرية الجديدة، فعبرت أكبر نسبة والتي بلغت 475 ممن شملتهم الدراسة عن مشاعر سلبية تجاه الحكومة وطريقة تعاملها مع الحرب ومع المفاوضات بشأن الرهائن.
وكانت بعض الأرقام والإحصائيات في مارس الماضي قبل الإعلان عن الهجوم الأحدث، أفادت بأن عدد جنود الاحتياط الذين التحقوا بالخدمة بات أقل بنسبة 305 من العدد الذي يطلبه القادة العسكريون، وفق ما نقل موقع "واي نت" الإسرائيلي الإخباري.
يذكر أن الحرب التي تفجرت في أكتوبر 2023 لا تزال مستمرة، بينما يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات واسعة لإخفاقه في التوصل إلى اتفاق مع الحركة من أجل إطلاق سراح الأسرى رغم تعدد جهود الوساطة.