في حادث مأساوي، لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم في انزلاق أرضي ضخم أتى على قرية ترسين شرق جبل مرة في إقليم دارفور غرب السودان، بحسب ما أعلنت ليل الاثنين-الثلاثاء حركة "جيش تحرير السودان" التي تسيطر على المنطقة.
ماذا نعرف عن هذه القرية؟
تقع ترسين في جبل مرة وسط إقليم دارفور غرب السودان. ويمتد جبل مرة بين ولايات وسط دارفور، شمال دارفور، وجنوب دارفور.
أما القرية نفسها فتقع في الجزء الأوسط من الجبال، وتُعرف بأنها واحدة من القرى الزراعية المهمة خاصة في إنتاج البرتقال والليمون وبعض أنواع الخضراوات. والمعروف أن محيط منطقة ترسين فيها منحدرات شديدة ووديان ضيقة.
كما أن المنطقة التي ضربها الانزلاق الأرضي في الجبل تتألف من طبقة ترابية شديدة الانزلاق، وواجهت في سنوات مضت أحداثا مشابهة لكنها أقل تدميراً.
وأوضحت صور وإفادات مواطنين تنحدر أصولهم من المنطقة أن وعورة الطرق المؤدية للقرية وصعوبة الظروف الأمنية تقلل من حركة العربات في محيطها، وتبطئ من عملية وصول فرق الإنقاذ أو المساعدات الإنسانية.
كذلك، تخضع قرية ترسين في جبل مرة لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، وحسب الإحصائيات التابعة للحركة فإن عددها 1000 شخص، وجميعهم قتلوا في هذا الانزلاق الأرضي.
من جانبها، أطلقت الحركة نداء عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لانتشال الجثث.
كما أن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ندد بالحادث، واصفاً أنها مأساة إنسانية تتجاوز حدود الإقليم.
وتعد هذه الحادثة واحدة ضمن سلسلة كوارث طبيعية يشهدها السودان منذ مطلع العام كالسيول والفيضانات التي أدت لمقتل العشرات في ولايات متفرقة من السودان.
يشار إلى أن السكان الذين فروا من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، كانوا لجأوا إلى منطقة جبال مرة حيث لا يتوفر الغذاء والدواء الكافي.
في حين أدت الحرب المستمرة منذ عامين إلى أزمة جوع، ودفعت الملايين إلى النزوح من منازلهم مع قصف الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.