لبنان

قبلان يذكّر جعجع بـ"الماضي الأسود": الذئب لا يتوب!

قبلان يذكّر جعجع بـ

أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بياناً ردّ فيه على كلمة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في معراب، حمل فيه رسائل سياسية ولاهوتية مباشرة.

وقال قبلان في بيانه: "إلى رئيس القوات اللبنانية السيد سمير جعجع أقول: الشهادة قيامة، والأمانة قداسة نبيين، واللعب بالتاريخ نفاق. ولسنا ممن ينفصل عن شعبه وبلده وناسه وحماية وطنه. وفينا الإمام موسى الصدر، والرئيس نبيه بري، والسيد حسن نصرالله، والشيعة بتاريخهم الطويل بنيان سيادي وقدرة وطنية واندماج كامل تشهد له الدماء والتضحيات بهذا البلد المظلوم".

وأضاف: "الشيعة صورة طبق الأصل عن تعاليم السيد المسيح والنبي محمد، الذي لا يجيز الذبح على الهوية وارتكاب الفظاعات الطائفية. ولن يكون الشيعة إلا بقلب الشراكة الوطنية والجبهات السيادية التي استعادت لبنان يوم سُلّم البعض للصهاينة. السلاح والمقاومة ملك هذا الوطن وشعبه وأمنه الوطني، وهو السلاح الذي استردّ لبنان يوم كان الآخرون في المشروع المقابل".

وتابع: "الشيعة مثل المسيحية براء من المشروع الصهيوني والذبح على الهوية وكل الخراب الهائل الذي أصاب هذا البلد. وما زالت المجازر والأشلاء شاهداً على من خاض الفتنة وشرب من نقيعها الأحمر. ولجعجع أقول: للسيادة جبهات وأنت لست منها. السيادة والتضحية الوطنية تاريخ واحد، والشيعة والمسيحية بلد واحد وقلب واحد، لكنك لستَ منها لأنّ للتوبة الوطنية شروطاً ولم تحزها".

وأكد قبلان أنّ "الدولة أكبر أهداف الشيعة، ولا مشروع خارج إطار الدولة وسيادتها وأمنها. تضحيات الشيعة كانت من أجل لبنان، وحملوا السلاح ليهزموا المشروع الصهيوني يوم احتل الإسرائيلي لبنان. واليوم لبنان سيد عزيز رغم الأثمان الهائلة بفضل تضحيات المقاومة وصمودها الأسطوري. ولولا الأسطورة القتالية للمقاومة في الحرب الأخيرة لما بقيت دولة ولا مؤسسات ولا وطن".

وأردف: "ما دفعته المقاومة في الحرب ثمن يليق بلبنان، وأنت تدرك هذه الحقيقة قهراً عنك. الرئيس نبيه بري والشهيد الأسمى السيد حسن نصرالله أيقونة هذا الوطن وعماد انتصاراته، وإيران مركز شرف لهذا البلد المقاوم لأنها القوة التي دعمته ليهزم إسرائيل ويحرر الأرض. وحذار من لعبة الشماتة، لأننا قوم لا نقبل بهزيمة ولا نستسلم لشدة".

واستشهد المفتي قبلان بكلام الإمام علي بن أبي طالب: "الذئب لا يتوب"، محذراً من "من يدّعي التوبة وهو غارق في الغدر".

وأضاف: "الإمام علي عظّم أمر القتيل دفاعاً عن وطنه وعرضه وأرضه، وأدان القتل على الهوية والذبح على الطائفية لأنه لا يؤتمن على دين أو عرض أو وطن. البلد شراكة، واللحظة مصيرية، ولبنان بلد اللقاء وأمانة الربّ، ولن نتراجع عن حمايته ودعم دولته وتأمين سيادتها وقوتها ومنعتها".

وختم مؤكداً أنّ "خرائط الأمن الوطني والسياسة الدفاعية لا تأتي إلا لتأكيد القوة الوطنية وتوظيفها في مواجهة إسرائيل ومشروعها الصهيوني، وأن الممانعة شرف الأبطال الذين اختارهم الله لنصرة وطنهم وتأمين شعبهم".

يقرأون الآن