مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا" - الإسرائيلي بين الجنوب والبقاع الغربي: هل يُحكم الطوق على طريق المصنع؟

خاص

تكثر الأحاديث في الآونة الأخيرة عن احتمال توسّع التحرك الإسرائيلي داخل سوريا، وصولاً إلى محاولة التوغّل نحو لبنان عبر معبر المصنع والإطباق على البقاع الغربي. هذا السيناريو، إذا ما حصل في أيلول أو تشرين الاول المقبل، يحمل أبعاداً استراتيجية تتخطى مجرد عملية عسكرية عابرة.

في حديثه إلى موقع "وردنا"، شرح الجنرال المتقاعد والخبير العسكري هشام جابر أنّ الاجتياح المباشر للجنوب يبدو خياراً مستبعدا بالنسبة للإسرائيلي، "فالجنوب بالنسبة له مقبرة، وهو يعرف أنّ الأمر صعب جداً، إذ إنّ المقاومة موجودة في كل بيت. نحن لا نتحدث عن سلاح ثقيل بل عن سلاح خفيف ومتوسط متوافر مع المقاومين المنتشرين في القرى".

عسكريا، اعتبر جابر أنّ "الإسرائيلي إذا أراد أن يقوم بخرق في هذه الحلقة المفرغة، هناك احتمال – لا أؤكده بل أطرحه افتراضاً – أن ينفّذ هجوماً برياً من جهة الحدود السورية نحو البقاع الغربي. فالأرض هناك تسمح، ولا توجد مقاومة مشابهة لتلك الموجودة في الجنوب، أي أنّها خاصرة رخوة".

ويتابع: "إمكانية هذا السيناريو كبيرة، والإسرائيلي أصبح على بعد كيلومترات من نقطة المصنع. البقاع الغربي يصبح أمامه بخطوة واحدة، ويستطيع أن يقوم بعملية برية يرافقها قصف جوي. وهذه العملية البرية ليس مفترض أن تترافق مع احتلال، لأنّ الاحتلال مكلف. برأيي يمكنه أن يحقق من خلالها، إن أقدم عليها، أمراً استراتيجياً: يخلط الأوراق أولاً، يخرج من الحلقة المفرغة، يفرض شروطاً أفضل، ويقطع طريق البقاع عن الجنوب".

وحذّر جابر قائلاً: "أخاف في الوقت نفسه، لكي يشتت المقاومة، أن يشغلها والجيش اللبناني بشمال البقاع عبر تحرّشات على الحدود السورية".

وعن موقع حزب الله في هذه المعادلة، قال: "هل يدرك حزب الله أنّ البقاع الغربي هو الخاصرة الرخوة؟ حتماً يعرف. الإسرائيلي سيجد مقاومة، لكن حجمها يصل إلى ٢٠% مقارنة بالمقاومة في الجنوب".

وأوضح أنّ "الأرض في البقاع الغربي تسمح له أكثر من الجنوب بتنفيذ عملية برية، كونها أرضاً منبسطة. هو بحاجة إلى الدخول خمسة كيلومترات فقط لقطع الطريق، وليس مضطراً للدخول إلى القرى والبلدات في البقاع الغربي".

وتوقّع: "ممكن أن يقوم بهذه العملية في أيلول أو بداية تشرين، أي قبل فصل الشتاء، لأنّ الأرض في الشتاء لا تساعده، بل على العكس تساعد المدافع أكثر، خصوصاً إذا شهدت الحرب معارك عصابات".

وختم جابر بالقول: "سيكون هدفه الطريق الدولية التي تربط البقاع بالجنوب، وسيختار الكوريدور المناسب له، على المصنع باتجاه الجنوب مروراً بمناطق عديدة مثل جب فرح. لماذا الآن؟ لأنه كان مركّزاً على الجنوب وثقله على حماية حدوده الشمالية".

يقرأون الآن