أثار النائب وضاح الصادق مجموعة من القضايا الجوهرية، في حديث لـ"وردنا"، التي تتعلق بعلاقته بتيار المستقبل، ومخاطر اندلاع حرب أهلية، والهوية اللبنانية. وجاءت تصريحاته في سياق دفاعه عن مواقفه وتوضيح رؤيته لمستقبل لبنان.
وأكد الصادق أنه خرج من رحم تجربة الرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وعاش مرحلة وجوده، مما منحه شرعية تاريخية في المشهد السياسي، مشيراً إلى أن تيار المستقبل يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة، وأنه نفسه لديه قاعدة جماهيرية خاصة به. ومع ذلك، فهو يرى أنه ليس قريبًا من سعد الحريري وتيار المستقبل في شكله الحالي، مما يعكس تباينًا في الرؤى أو الاستراتيجيات. لكنه أضاف أنه إذا عاد التيار إلى المبادئ التي عاشها في عهد رفيق الحريري، وركز على إعادة بناء مؤسسات الدولة في هذه المرحلة الحرجة، فإنه سيكون من ضمن الذين يعملون معه ويساعدونه في هذه المهمة.
وشدد الصادق على أن لبنان ليس أرضًا جاهزة لحرب أهلية، لافتاً إلى أن مثل هذه الحروب تتطلب مكونات معقدة ومعطيات داخلية وخارجية، فضلًا عن حاجة كبيرة إلى التمويل والسلاح من الخارج. وتساءل: "مين بده يغذي حرب اهلية؟"، معتبرًا أن إسرائيل تسعى إلى إشعال الفتنة في لبنان وأن لها مصلحة مباشرة في اندلاع حرب أهلية، لأن ذلك يخدم أجندتها في إضعاف البلاد وتقسيمها. وهذا يشير إلى أن أي صراع داخلي سيكون مدفوعًا بشكل كبير بعوامل خارجية.
ردًا على اتهامات طالت هويته اللبنانية، قال الصادق: "اللبنانية بالانتماء للوطن، وانا لبنان قبل ما يخلقه"، مؤكدًا أن انتماءه للوطن لا يُقاس بالباسبور أو الهوية فقط، بل بالتجذر التاريخي والعاطفي. وأضاف أنه يشعر بالضيق عندما يتهمه البعض بأنه "مجنس"، معتبرًا أن هذه الاتهامات تهدف إلى تشويه سمعته بسبب نقص الحجج السياسية لدى خصومه.
وتوجه برسالة قوية إلى جمهور حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني، منتقدًا ازدواجية المعايير حيث يحقرون من لبنانية المغتربين بينما يرفع آخرون علم إيران وصورة الخميني ويتحدثون عن الوطنية، واصفًا ذلك بـ"الوقاحة".