مع أن لا مؤشرات توحي بوجود رابط مباشر بين الزيارة التي يقوم بها الموفد السعودي مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان لبيروت ووصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت للمشاركة في اجتماع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل اليوم في الناقورة، اتخذ تزامن وجود الموفدين دلالات مهمة لجهة ما يحظى به الوضع اللبناني من متابعات خارجية أساسية من دول نافذة كالولايات المتحدة الأميركية والسعودية.
وإذ تردد أن بن فرحان نقل إلى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي التقاه مساء الجمعة قبيل سفر الرئيس البارحة إلى نيويورك رسالة من القيادة السعودية فإن التقديرات تركزت على التحرك الديبلوماسي البارز الذي سيجري الأسبوع الطالع في نيويورك خصوصاً لجهة اضطلاع السعودية بدور محوري مع فرنسا لرعاية مؤتمر إعلان الدولتين، فضلاً عن المتابعة السعودية للوضع في لبنان لجهة تنفيذ قرارات الحكومة بحصرية السلاح.
وكان رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون ترافقه زوجته السيدة نعمت عون، غادر لبنان ظهر امس إلى نيويورك، حيث من المقرّر أن يلقي كلمة لبنان أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة الاثنين المقبل.
وسيتطرق الرئيس عون، الذي يجري سلسلة لقاءات مهمة في نيويورك، في كلمته، وخلال اجتماعاته، إلى الوضع في لبنان، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها جنوباً، وتحرير الاسرى ووقف خروقاتها لاتفاق وقف النار، خاصة أن لبنان يلتزم الاتفاق وأقر خطة لحصر السلاح. كما سيطلب الرئيس عون دعم العواصم الكبرى للجيش وللبنان وإعادة الإعمار فيه، خاصة أنه وضع قطار الإصلاحات على السكة، ويُفترض أن تقر حكومتُه مشروعَ الموازنة في الأيام المقبلة حيث يعقد مجلس الوزراء جلسة جديدة لمتابعة مناقشتها الاثنين.
وفي سياق الترددات السلبية التي أثارتها دعوة الأمين العام ل"حزب الله " الشيخ نعيم قاسم للسعودية إلى فتح حوار مع الحزب واضعاً حزبه في مستوى المملكة ومتجاهلاً كل الأصول ووجود دولة لبنانية، جاء الرد الضمني السعودي على قاسم عبر محطة "سكاي نيوز" التي نقلت عن مصادر مطلعة على الموقف السعودي قولها بشأن كلام الأمين العام لحزب الله: "العلاقة هي من دولة إلى دولة وإذا كان حزب الله جاداً بشأن فتح صفحة جديدة مع المملكة فعليه أن يلتزم بقرارات الدولة اللبنانية".
ومواقف المملكة من التطورات اللبنانية كلها، حضرت في جولة مستشار وزير الخارجية السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، الذي وصل مساء الجمعة إلى بيروت والتقى رئيس الجمهورية. وأشارت معلومات إلى ان بن فرحان باق في لبنان لأيام عدة سيلتقي خلالها رئيس الحكومة نواف سلام وانه التقى أمس عدداً كبيراً من النواب والشخصيات من بينهم معاون الرئيس نبيه بري علي حسن خليل وجرى اتصال هاتفي بينه وبين بري.
كما يشارك بن فرحان يوم الثلاثاء المقبل بمناسبة العيد الوطني للمملكة في استقبال للسفارة السعودية في فندق فينيسيا.
وفي السياق، ترددت معلومات عن احتمال اجتماعه مع المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها السريعة للبنان التي تقتصر اليوم على مشاركتها في اجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة.
في المقابل، "حزب الله" الذي وجه الدعوة إلى المشاركة في الحفل المركزي الذي يقام عند الرابعة والنصف من عصر السبت 27 أيلول في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، مضى في معزوفة رفضه تسليم السلاح.
وشدد رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن على ضرورة "الثبات والتمسك بخيار المقاومة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة". ورأى أن "التمسك بخيار المقاومة، ودعمه وحمايته من الهجمات السياسية والإعلامية، وتطويره في إطار رؤية استراتيجية وطنية شاملة، لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة".