اكتشفت عالمة الآثار كاثلين مارتينيز، بمساعدة عالم المحيطات الشهير بوب بالارد وفريق من الباحثين في علوم البحار، ما قد يكون "ميناءً غارقاً في أعماق البحر الأبيض المتوسط"، بالقرب من أطلال معبد تابوزيريس ماغنا في مصر، وفقًا لمجلة ناشيونال جيوغرافيك.
يقع هذا الهيكل المغمور بالمياه حالياً على مقربة من نفق تحت الأرض بطول 4265 قدماً كان يربط المعبد بالبحر.
وعُثر أيضاً على سلسلة من المباني الضخمة، "مرتبة في صفوف، بارتفاع يزيد عن 20 قدماً". وتضمنت الهياكل المغمورة تحت الماء "أرضيات مصقولة، وكتلاً إسمنتية، وأعمدة، وأحجاراً ملساء" و"مراسي متعددة" وجرار تخزين "يعود تاريخها إلى عهد كليوباترا".
يشير هذا إلى أن الموقع المغمور ربما كان ميناءً استخدمته الملكة المصرية الشهيرة، وفقاً لـ"ناشيونال جيوغرافيك".
يدعم هذا الاكتشاف نظرية مارتينيز القائلة بأن جثمان كليوباترا نُقل إلى تابوزيريس ماغنا قبل دفنه هناك، "مخفياً وبعيداً عن متناول الرومان". في هذا السيناريو، كان من المفترض أن تُنقل رفاتها إلى المنطقة عبر الميناء، ثم تُنقل إلى مثواها الأخير في المعبد عبر النفق.
ويعتقد العديد من المؤرخين أن كليوباترا دُفنت مع حبيبها، ماركوس أنطونيوس، في الإسكندرية، على الرغم من عدم العثور على قبرها هناك. ومع ذلك، تفترض مارتينيز أن كليوباترا ربما وضعت خطة سرية بديلة لدفنها مع أنطونيوس حتى لا يعثر الرومان على جثتيهما.
وأوضحت مارتينيز للصحيفة: "كان عليها اختيار موقع تشعر فيه بالأمان لحياتها الآخرة مع مارك أنطونيو".
وأشارت مارتينيز إلى أنها درست جميع المعابد التي كان من الممكن أن تصل إليها كليوباترا من الإسكندرية في غضون يوم واحد، وفي النهاية وصلت إلى تابوزيريس ماغنا، فبدأ فريقها بحثه هناك في تشرين الأول (أكتوبر) 2005.
وأضافت مارتينيز أن الاكتشافات الأخيرة تزيدها إصرارًا على العثور على المقبرة: "لن أتوقف. بالنسبة لي، إنها مسألة وقت".
وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف الميناء المغمور في بيان نُشر على "فيسبوك"، مؤكدةً أن الاكتشاف "يعكس العمق التاريخي والبحري لمصر القديمة"، وأن "سواحلها لم تكن مجرد مراكز حضرية، بل كانت مراكز استراتيجية للتجارة والتواصل الثقافي مع العالم القديم".
ووُثّق هذا الاكتشاف في حلقة خاصة من "ناشيونال جيوغرافيك" بعنوان "سر كليوباترا الأخير"، تُبثّ يوم الخميس 25 أيلول (سبتمبر).