على هامش قمة كونورديا التي وصل إليها قبل ساعات، أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مقابلة مع مدير وكالة المخابرات المركزية سابقا الجنرال ديفيد بتريوس.
رفع العقوبات
وأعلن الشرع أن سوريا انتقلت اليوم من ساحات الحروب إلى ساحات الحوار، لافتا إلى أن الشعب متوحد خلف القيادة السورية.
وأكد أن سوريا ورثت الكثير من الاضطرابات، مشددا على أن القيادة الجديدة لا تستطع حل كل المشاكل دفعة واحدة لكنها تعمل على ذلك.
كما شدد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني بالتزامن مع التنمية الاقتصادية، معتبرا أن رفع العقوبات إحدى أهم هذه الخطوات.
ورأى أنه من المهم رفع العقوبات عن سوريا، وإعطائها فرصة جديدة، داعيا الكونغرس الأميركي إلى المبادرة.
وقال: "أولويتنا الاستقرار الأمني، ووحدة البلاد، وحصر السلاح بيد الدولة".
الانتهاكات في الساحل والسويداء
أكد الرئيس السوري على أن النظام السابق عمل على تأجيج النعرات الطائفية، وارتكب انتهاكات كثيرة.
كما رد على سؤال حول عدم قدرة الحكومة على حماية الأقليات السورية، قائلاً إن بعض الجهات تعمل أحياناً على تسعير التوترات.
وأضاف أن بعض الانتهاكات حصلت في السويداء بين الدروز والبدو، وفي مناطق الساحل، لكن الدولة ملتزمة بالمحاسبة.
وأردف قائلا :" الكل أخطأ بمن فيهم عناصر أمنية من الدولة، لكننا ملتزمون بالمحاسبة".
الاتفاق مع قسد
رأى الشرع أن على قسد استغلال اللحظة التاريخية التي تمر بها سوريا، لافتا إلى أن هناك تباطؤ في تنفيذ الاتفاق.
وأضاف أن دمشق أوضحت لقائد قسد مظلوم عبدي أن حقوق الأكراد محفوظة في الدولة السورية الجديدة، وأن الحل بالانضمام للجيش السوري.
كما شدد على أن كل الأجهزة العسكرية يجب أن تكون ضمن مركزية الدولة.
وأكد على أن الدولة الوليدة تعمل لتكون على مسافة واحدة من جميع السوريين.
سوريا وإسرائيل
أشار الشرع إلى أن سوريا لا تريد الدخول بمعركة مع إسرائيل، مجدداً تأكيده على أن بلاده لن تكون مصدر تهديد لأحد.
وأضاف أن الحالة السورية تختلف عن باقي الاتفاقيات مع إسرائيل، إذا أن الأخيرة ما زالت تحتل الجولان السوري.
كما رأى أن المخاوف الإسرائيلية تعالج عبر المباحثات، معلناً استعداد دمشق لمناقشة ذلك.
وقال إن إسرائيل اعتدت على سوريا أكثر من 1000 مرة في الأشهر الأخيرة، ومن حق سوريا أن تعرب عن مخاوفها لا العكس.
رغم ذلك، أعلن الشرع أن بلاده تعمل على التهدئة مع إسرائيل، موضحا أن الحديث عن علاقة مع إسرائيل ممكن لكن بعد اتفاق أمني يبحث وسائل للعيش المشترك بين السوريين والإسرائيليين.
وأعلن الوصول إلى مراحل متقدمة بخصوص الاتفاق مع إسرائيل على أساس 1974.
سابقة دبلوماسية
يذكر أن مراقبين رأوا أن هذه المقابلة تعد سابقة دبلوماسية من نوعها لم تحدث منذ نحو 58 عاما، حيث شارك الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة كونكورديا العالمية، التي تعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وكان الشرع أجرى عددا من اللقاءات، أبرزها اجتماعه مع ديفيد بتريوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).
ويحمل اللقاء رمزية خاصة، إذ أن بتريوس كان في السابق أحد أبرز الشخصيات الأمنية الأميركية خلال سنوات الصراع السوري، حينما أعلنت الإدارة الأميركية عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال أو تصفيته.