قد تبدو دقائق إضافية على الطريق غير مهمة، لكن القيادة بسرعة عالية تؤدي إلى استهلاك وقود أكبر بشكل ملحوظ، وتزيد من الضغط على محرك السيارة وتلف الإطارات بسرعة أكبر.
تشير الدراسات وخبراء النقل إلى أن الالتزام بالحدود القانونية للسرعة يقلل استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين 7% و23% مقارنة بالقيادة بسرعات أعلى. السبب بسيط من الناحية الفيزيائية وهو انه كلما ارتفعت سرعة السيارة، زادت مقاومة الهواء على المركبة، ما يضطر المحرك إلى حرق المزيد من الوقود للحفاظ على الأداء.
ليس فقط السرعة العالية تؤثر على الاقتصاد في الوقود، فالقيادة البطيئة جداً قد تكون ضارة أيضاً، عند السرعات المنخفضة جدًا، يضطر المحرك للعمل بتروس أقل كفاءة، ما يزيد من الاستهلاك ويجعل السيارة أقل توازنًا في حركة المرور، خصوصًا إذا كانت غالبية السيارات حولك تسير بسرعة أكبر. لذلك، التوازن بين القيادة الآمنة والالتزام بالحدود القانونية يمثل المفتاح لتحقيق اقتصاد الوقود الأمثل، دون المخاطرة بالسلامة على الطريق.
لتقليل استهلاك الوقود، ينصح خبراء السيارات بعدة استراتيجيات عملية وسهلة التطبيق. أولها تجنب التوقف غير الضروري. فمحرك السيارة عند تشغيله في وضع الوقوف يستهلك وقودًا بلا أي جدوى. ثانيًا، استخدام مثبت السرعة على الطرق الطويلة والمستقيمة، حيث يمكن أن يوفر المثبت حوالي 60 جالوناً من الوقود لكل 10,000 ميل، كما يقلل من التسارع والتباطؤ المتكرر الذي يزيد الاستهلاك.
التحكم في التهوية والتكييف
التحكم في التهوية والتكييف من الأمور المهمة أيضاً. عند القيادة بسرعات منخفضة، يُفضل فتح النوافذ بدلًا من تشغيل المكيّف، ما يقلل من استهلاك الطاقة. أما عند السرعات العالية، فالأفضل استخدام المكيّف وإغلاق النوافذ، لتقليل مقاومة الهواء على السيارة. كما يُنصح بتقليل الوزن الزائد داخل السيارة، وإزالة الحاملات من السقف عند عدم الحاجة إليها، لتقليل السحب الهوائي وتحسين أداء استهلاك الوقود.
هناك استراتيجية أخرى بسيطة لكنها فعالة وهي دمج الرحلات وتقليل المسافات المقطوعة. على سبيل المثال، إذا كان لديك أكثر من مهمة قريبة من المنزل، حاول ترتيبها بحيث تسير في خط واحد بدلًا من القيام برحلات منفصلة، مما يقلل استهلاك البنزين ويخفض الانبعاثات الضارة للبيئة.
مثبت السرعة
كما أكد خبراء النقل أن استخدام مثبت السرعة يقلل من الهدر بشكل كبير، لأنه يمنع التسارع والتباطؤ المفاجئ، ويساعد السائق على الحفاظ على سرعة متوازنة وراحة أكبر خلال الرحلات الطويلة. القيادة الذكية لا تعني بالضرورة التباطؤ، بل تنظيم السرعة بطريقة تجعل المحرك يعمل بكفاءة أعلى، ويصل بك إلى وجهتك بنفس الزمن تقريبًا، لكن مع توفير كبير للوقود والمال.
إلى جانب هذه النصائح، هناك عادات يومية يمكن أن تحسن من استهلاك البنزين بشكل ملحوظ، مثل مراقبة ضغط الإطارات، فالإطارات غير المنفوخة بالشكل المناسب تزيد من مقاومة الطريق وتستهلك المزيد من الوقود. كما يُنصح بالقيام بصيانة دورية للمحرك والفلترات والشمعات، لأن المحرك النظيف يعمل بكفاءة أعلى، ويخفض من استهلاك البنزين.
أخيرًا، يمكن للقيادة الذكية أن تكون مساهمة كبيرة في حماية البيئة، لأنها تقلل من الانبعاثات الكربونية الضارة الناتجة عن حرق الوقود. كل لترات بنزين توفرها تعني تقليل كمية الغازات الملوثة في الجو، وهو عامل مهم خصوصًا في المدن المزدحمة والمناطق التي تعاني من تلوث الهواء.
باتباع هذه الاستراتيجيات – من الالتزام بالسرعة القانونية، واستخدام مثبت السرعة، وإدارة التكييف والنوافذ، وتقليل الوزن الزائد، إلى دمج الرحلات وصيانة السيارة – يمكن لأي سائق أن يحقق اقتصادًا واضحًا في استهلاك الوقود، ويحافظ على المال والبيئة، مع جعل القيادة أكثر أمانًا وراحة. القيادة الذكية ليست رفاهية، بل ضرورة لتقليل الهدر وتحقيق كفاءة أعلى لكل رحلة.