دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

بوتين: نراقب "عسكرة أوروبا".. والرد الروسي قريب

بوتين: نراقب

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس برد «قوي» على «عسكرة أوروبا» أثناء إلقائه خطاباً في منتدى في جنوب روسيا.

وقال «نراقب عن كثب تنامي عسكرة أوروبا»، مضيفاً أن «الإجراءات الانتقامية الروسية لن تتأخر. سيكون الرد على هذا النوع من التهديدات قوياً جداً».

من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس، أن العالم لم يقترب من السلام، وذلك بعد شهر ونصف الشهر من القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا.

وأضاف بيسكوف أن أوروبا تشجع أوكرانيا على التخلي عن المفاوضات من أجل مواصلة الحرب مع روسيا.

تقسيم أوروبا

من جانبه، حذَّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس، من أن التوغّلات الأخيرة للطائرات المسيّرة في أوروبا تُظهر أن روسيا تسعى إلى «التصعيد»، داعياً الأوروبيين للوقوف إلى جانب أوكرانيا، خلال قمة أوروبية غير رسمية في كوبنهاغن الخميس.

واعتبر زيلينسكي أن استراتيجية موسكو هي «ببساطة: تقسيم أوروبا»، مؤكداً أن المطلوب هو «أن نفعل العكس تماماً» وذكّر بأن جنوداً أوكرانيين أُرسلوا إلى الدنمارك لمساعدة كوبنهاغن، بعد رصد طائرات مسيّرة غامضة في أجوائها، قائلاً: «إن ذلك مجرد بداية، الخطوة الأولى على طريق بناء جدار مضاد للمسيّرات لحماية كامل أوروبا»، في إشارة إلى تطوير بلاده لصناعة مسيّرات فريدة في القارة، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لبلاده.

جاءت هذه التصريحات بعد سلسلة توغلات في أجواء أوروبية، بينها نحو عشرين مسيّرة في بولندا، ما دفع بروكسل إلى اقتراح إنشاء «جدار مضاد للمسيّرات» على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وفي القمة نفسها، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «إن المسيّرات التي تنتهك الأجواء الأوروبية يمكن تدميرها، نقطة على السطر».

من جانبه، حذّر رئيس الوزراء الروماني نيكوسور دان، الذي تعرضت بلاده أيضاً لاختراقات بطائرات مسيّرة، بأن قواته «ستُسقط أي مسيّرة جديدة تنتهك أجواءها».

جدار مضاد للمسيّرات

حظيت فكرة «الجدار المضاد للمسيّرات» بدعم دول الاتحاد، لكن من دون حماسة من البعض الآخر، بينها ألمانيا، إذ أبدى المستشار فريدريش ميرتس «تحفّظاته»، متسائلاً: عن كلفة المشروع وصلاحيات الاتحاد الأوروبي في تنفيذه، وفق مصدر أوروبي.

وختم زيلينسكي قائلاً: «أرجوكم، لنعمل معاً على حلول منسّقة تجعل ذلك ممكناً».

ضغط على الأسطول الشبح

أعربت دول جنوب أوروبا عن قلقها من أن يتم تهميشها في مشروع «الجدار المضاد للمسيّرات»، الذي يركز بالدرجة الأولى على الدول القريبة جغرافياً من روسيا.

وقال الرئيس الأوكراني: «إنه عندما نتحدث عن الجدار المضاد للمسيّرات، فإننا نتحدث عن أوروبا بأكملها، وليس عن بلد واحد فقط».

ودعا زيلينسكي الأوروبيين أيضاً إلى تشديد العقوبات على موسكو، خاصة استهداف صادراتها النفطية التي تسهم في تمويل حربها في أوكرانيا.

وأضاف: أن روسيا لا تزال تملك الموارد لمواصلة القتال وهذا غير عادل، مندداً باستخدام روسيا ناقلات نفط تخضع أصلاً للعقوبات، قائلاً: «إن ذلك يجب أن يتوقف».

من جانبه، دعا ماكرون الخميس الأوروبيين إلى التنسيق الوثيق مع حلف شمال الأطلسي لـ«زيادة الضغط» على الأسطول الشبح من السفن، الذي يتيح لروسيا تصدير نفطها رغم العقوبات الغربية وتعوّل كييف كذلك على التزام مالي طويل الأمد من حلفائها الأوروبيين.

في هذا الإطار، اقترحت المفوضية الأوروبية استخدام الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا لضمان قرض بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، على ألا تُسدد كييف هذا الدين، إلا في حال دفعت روسيا تعويضات حرب وفق ما أوضحت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين الأربعاء.

ورغم أن أغلبية دول الاتحاد الأوروبي تؤيد المقترح، تبدي بلجيكا، حيث تتركز الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا، تحفظات كبيرة.

وقال رئيس وزرائها بارت دي ويفر الخميس: إنه بانتظار ضمانات قبل إعطاء موافقته، محذراً أنه في حال عدم تحقق ذلك، سيتعين إيجاد وسائل أخرى لتمويل أوكرانيا.

وينطبق الأمر أيضاً على لوكسمبورغ التي أكد رئيس وزرائها لوك فريدن الأربعاء، أنه لا يزال لديه أسئلة يجب طرحها قبل إعطاء الضوء الأخضر.

يقرأون الآن