بيئة

دراسة: تغير المناخ فاقم شدة إعصار راغاسا وخسائره

دراسة: تغير المناخ فاقم شدة إعصار راغاسا وخسائره

توصلت دراسة جديدة إلى أن الإعصار راغاسا، أقوى عاصفة عالمية هذا العام حتى الآن، اشتد بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، وخصوصا زيادة معدلات حرارة المحيطات.

وفي أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، ضرب الإعصار راغاسا، الذي بلغ ذروته كإعصار من الفئة الـخامسة، شمالي الفلبين وتايوان، ثم اتجه نحو هونغ كونغ وجنوبي الصين، جالبا معه أمطارا غزيرة ورياحا مدمرة وفيضانات واسعة النطاق، وخسائر بشرية.

وأجرت شركة " كليما ميتر" دراسة قارنت أنماط الطقس في الماضي (1950-1986) والمناخ الحالي (1987-2023). وخلصت إلى أن الظروف الجوية الحالية، التي تُشبه أحوال راغاسا، أصبحت الآن أكثر رطوبة ودفئا، مما يُساعد على هطول أمطار غزيرة وعواصف عاتية وفيضانات واسعة النطاق دمرت لوزون وتايوان وهونغ كونغ وغوانغدونغ.

ووجد الباحثون أن الأعاصير المشابهة لإعصار راغاسا اليوم كانت أكثر رطوبة محليا بما يصل إلى 10 ملليمترات يوميا أي حوالي 10%، وأكثر دفئا بحوالي 1 درجة مئوية، وأكثر رياحا بنسبة 4% تقريبا مقارنة بالماضي.

ورغم أن التقلبات الطبيعية للمناخ ربما لعبت دورا "متواضعا"، فإن "التغيرات طويلة الأمد في الضغط وهطول الأمطار ودرجة الحرارة تشير بقوة إلى أن شدة الحدث تتفق إلى حد كبير مع تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان"، وفقا للدراسة.

وأشار ديفيد فاراندا من المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية إلى أن التأثيرات المدمرة لإعصار راغاسا تظهر أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تفعل أكثر بكثير من مجرد رفع درجة حرارة العالم، فهي تجعل الأعاصير أكثر رطوبة وقوة وأكثر عنفا.

وتابع فاراندا أن البعض قد يحاول تجاهل هذه الحقائق، لكن العلم واضح، وإذا لم تُخفَّض الانبعاثات بسرعة، فستواجه دول مثل الفلبين وتايوان والصين عواصفَ أشد تدميرا من أي شيء شهدناه من قبل.

كما وجد العلماء في دراسة مماثلة أنه في عالم أكثر برودة دون تغير مناخي، يُتوقع حدوث سرعات رياح مماثلة مرة كل 33 عاما تقريبا. لكن اليوم، مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.3 درجة مئوية (2.3 درجة فهرنهايت)، ازداد احتمال حدوث رياح راغاسا الشديدة بنسبة 49%، ويُتوقع حدوثها الآن مرة كل 17 عاما تقريبا.

وحسب الدراسة، كان من الممكن توقع هطول أمطار راغاسا الغزيرة في المنطقة مرة كل 8.8 سنوات تقريبا في مناخ ما قبل الثورة الصناعية، لكن اليوم، يُتوقع حدوثها كل 6.7 سنوات تقريبا.

ورغم أن الأعاصير المدارية ظاهرة مناخية شائعة، فقد شهدت العقود الأخيرة زيادة ملحوظة في شدتها، وهو ما تربطه الملاحظات العلمية بتغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، وتُعزى هذه الاتجاهات غير الطبيعية بشكل كبير إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات.

وحسب مؤشر الاحتباس الحراري للمحيطات التابع لمركز المناخ، اشتدت قوة راغاسا بسرعة لتتحول إلى إعصار هائل فوق درجات حرارة سطح البحر التي كانت أعلى من المتوسط ​​بمقدار يتراوح بين 0.7 و1.1 درجة مئوية، والتي أصبح ارتفاع درجة حرارتها "الاستثنائية" خلال تلك الفترة أكثر احتمالا بمقدار 10 إلى 40 مرة بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي، ازدادت نسبة العواصف من الفئتين الـرابعة والـخامسة في غرب شمال المحيط الهادي، وكذلك نسبة الأمطار المصاحبة لها.

ووفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، من المتوقع أن تزداد شدة الأعاصير المدارية العملاقة في المنطقة في ظل تغير المناخ، على الرغم من أن وتيرة حدوثها قد لا تتغير.

يقرأون الآن