أصدر الشيخ حكمت الهجري عبر صفحة "الرّئاسة الرّوحية للموحدين الدروز" في السويداء، بياناً جديداً استخدم فيه المسمى التوراتي "جبل باشان" بدلاً عن منطقة جبل العرب في جنوبي سوريا، في محاولة جديدة لاستمالة الحكومة الإسرائيلية ومساندته في مطالبه الانفصالية.
ووجه الهجري بيانه إلى "الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، وجامعة الدول العربية" بالإضافة إلى العديد من المنظمات والهيئات الأممية والدولية، قائلاً: "نتوجّه إليكم بهذا النداء الإنسانيّ العاجل، حاملين صوت ومعاناة شعبنا في جبل الباشان بكلّ ما يحتويه من أطياف، منذ شهور من حصار شامل وقاس يهدد حياة المدنيين".
وأكمل الهجري أن ما وصفه بـ "الجبل المدنيّ المسالم" فُرض عليه "حصار شامل طال الغذاء، والدواء، والمياه، والمحروقات، وحرّية التنقل، وقد تمرّ بعض المساعدات الدّولية المحدودة التي لا تكفي".
وأضاف أن أهل الجبل يعانون من "كارثة إنسانية" نتيجة انهيار تام في مختلف الخدمات والقطاعات، في مقدمتها "انقطاع الرواتب والمعاشات عن الموظفين والمتعاقدين، وشلل كامل في المؤسسات العامة نتيجة قطع شبكة الإنترنت المركزية عنها ومنع إصدار الوثائق، وعجز الطلاب الجامعيين عن العودة الى مقاعدهم بسبب التحريض الطائفي والتهديد الغير مسبوق والاعتداءات المستمرة عليهم، وحرمان طلاب المدارس من استكمال دراستهم... انهيار القطاع الصحي بسبب استهداف العديد من الأطباء والممرضين، وتدمير المرافق الطبيّة ما أدى لوفاة عدة مرضى بسبب نقص الأدوية وتدمير البنى التحتية والأجهزة الطبية"، بحسب قوله.
وادعى الهجري أن الجماعات المسلحة التابعة له في المحافظة "التزمت بقرارات وقف إطلاق النار والمواثيق الدولية".
وطالب بـ "الرفع الفوري للحصار المفروض على جبل الباشان. وتأمين الممرات الإنسانية الآمنة، ومحاسبة المسؤولين ومرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين أمام القضاء الدولي، وإلزام الجهات المسلحة المحتلة بالانسحاب الكامل من قرى الجبل المنكوبة. وإعادة كل الأراضي المحتلة، وفق الحدود الإدارية للجبل، وتنفيذ بنود الهدنة منذ تموز الماضي، وفتح المعبر الإنساني الدولي لتسهيل دخول المساعدات والمواد وضمان التواصل الآمن مع العالم الخارجي، والتعجيل بتمكين أبناء الجبل من ممارسة حق تقرير المصير، تحت إشراف الأمم المتحدة والرقابة والحماية الدولية".
وختم الهجري بيانه بتوجيه "الشكر لكل منظمة أو دولة أو فرد وقف معنا وناصَر قضيّتنا، وعتبنا وأسفنا على كل من شهد الإجرام بحقنا وبقي صامتاً... والسلام عليكم من روح السلام في جبل الباشان المبارك".
منطقة باشان "بيسان"
ومنطقة "باشان" الوارد ذكرها في العهد القديم (التوارة)، تعني باللغة العبرية "أرض مستوية" أو "ممهدة"، ويُقصد بها مملكة من ممالك العموريين في أرض كنعان، وتقع في جنوبي سوريا وشرقي الأردن بين جبلي حرمون وجلعاد، وتشمل حوران والجولان واللجاة. وأطلق على الجبل الذي يتوسطها مسمى "جبل باشان".
وتروي التوراة أن اليهود توجهوا إلى مملكة باشان أو "بيسان" في شمالي الأردن، وكان يطلق على أهلها اسم "الرفائيين". اشتهروا بضخامة أجسامهم، ما جعلهم من بين العمالقة أو "العماليق"، وكان اسم ملكهم "عوج" الذي قتل في "معركة درعا" وسقطت بلاده في يد اليهود.
"سهم باشان"
وأطلق الجيش الإسرائيلي اسم "سهم باشان" على العملية العسكرية التي شنها في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، والتي دمر خلالها معظم القدرات العسكرية للجيش السوري.
وفور سقوط النظام المخلوع، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سوريا، في انتهاك صارخ لسيادتها، حيث سيطرت على المنطقة العازلة السورية، التي يبلغ طولها أكثر من 75 كيلومترا ويتراوح عرضها بين 200 متر في الجنوب و10 كيلومترات في الوسط، في خطوة أدانتها الأمم المتحدة ودول عربية باعتبارها خرقا لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين البلدين عام 1974.
كما سيطر جيش الاحتلال، خلال العملية، على مواقع إستراتيجية في جبل الشيخ، ودمر نحو 80 بالمئة من قدرات الجيش السوري، بما في ذلك الطائرات والمروحيات والدبابات والسفن الحربية، وفق بيانات الجيش الإسرائيلي.[[