كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى، اليوم الخميس، أن واشنطن تخطط لإطلاق "برنامج مكافآت" لسكان غزة، الذين يقدمون معلومات عن مواقع دفن جثامين الرهائن.
وقال المسؤول في حديث لوكالة إعلامية غربية: "لن نترك أحداً خلفنا. نبذل كل ما بوسعنا لإعادة أكبر عدد ممكن منهم".
وأوضح أن "البرنامج سيُنشأ لتحفيز سكان غزة على تقديم أي معلومات لديهم، حول أماكن دفن بقايا الرهائن"، مضيفاً أن "المهمة أصعب مما كان متوقعاً، نظراً لأن العديد من الجثامين يُعتقد أنها مدفونة تحت الأنقاض، أو بين ذخائر غير منفجرة"، حسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وحتى الآن، أعادت حماس 9 جثث من الرهائن القتلى، من أصل 28 يجب تسليمها للجانب الإسرائيلي، وقالت إن "هذه هي الجثامين الوحيدة التي يمكنها الوصول إليها حالياً"، وهو ادعاء ترفضه إسرائيل، إذ تقدّر استخباراتها أن الحركة قادرة على تحديد أماكن ما لا يقل عن 10 رهائن آخرين.
وفي غضون ذلك، تعمل فرق مصرية وتركية في غزة لتحديد المواقع التي توفرها إسرائيل، والمتوقع وجود جثث رهائن بها.
قوة دولية
ومع تقدم المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم بوساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن تخطط لتشكيل قوة دولية لتثبيت الاستقرار في غزة، وهي إحدى الركائز الأساسية في خطة ترامب للسلام، والمكونة من 20 بنداً.
ومن المقرر أن يشارك نحو 200 جندي أميركي في عمليات التنسيق والإشراف دون الدخول إلى قطاع غزة. وتجري الولايات المتحدة محادثات مع الحلفاء للمساهمة في هذه القوة، بينما يتواجد عشرات من عناصرها بالفعل في المنطقة للإشراف على الترتيبات.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: إن "الهدف هو إشراك كل شريك إقليمي يرغب في المساعدة".
تصاعد العنف الداخلي
وعلى الأرض، يبقى الوضع متقلباً، إذ أعدمت حماس 8 فلسطينيين في غزة بتهمة التعاون مع إسرائيل. وتم تصوير الإعدامات ونشرها على الإنترنت، ما دفع واشنطن إلى مناقشة فكرة إنشاء مناطق آمنة داخل غزة، لحماية المدنيين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وقال أحد المسؤولين إن "أي فلسطيني لن يُجبر على مغادرة القطاع"، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار قد تبدأ في المناطق الخالية من عناصر حركة حماس، مضيفاً أن إسرائيل رحبت بالفكرة.
مخاوف من حرب أهلية
ووفقاً لتقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تحاول حماس إظهار أنها ما زالت القوة المهيمنة في غزة، رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الحرب.
وقال المحلل الفلسطيني تامر قرموت أن "حماس ترسل رسالة واضحة: نحن هنا، وما زلنا السلطة في غزة".
وحذّر قادة محليون من أن الاشتباكات قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، إذ قال محمد المنسي (21 عاماً)، قائد مجموعة مسلحة مناوئة لحماس: "إذا هاجمتنا حماس، سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل. لن نستسلم، سنموت قبل ذلك".
ومن جهته، يرى خبير الشرق الأوسط رشيد المهندي، أن حماس تعتبر الجماعات المنافسة تهديداً مباشراً وتستخدم القوة لإعادة فرض سيطرتها، مشدداً على أن الوسطاء الدوليين سيحتاجون إلى "التمييز بين الأسلحة الخفيفة التي يمكن أن تحتفظ بها حماس للدفاع الذاتي، وتلك الثقيلة التي يجب تسليمها".