منوعات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

بعد 72 رحلة تاريخية .. قصة أول هليكوبتر تحطّمت على المريخ

بعد 72 رحلة تاريخية .. قصة أول هليكوبتر تحطّمت على المريخ

كانت مروحية Ingenuity الصغيرة التابعة لناسا مهيأة أصلاً لخمس رحلات تجريبية قصيرة على سطح المريخ، لكنها تجاوزت كل التوقعات وحققت 72 رحلة تاريخية، مسجلة إنجازات غير مسبوقة في عالم استكشاف الكواكب. وبعد سنوات من الطيران والإنجاز، انتهت قصتها بهدوء في 18 يناير 2024 بسبب تضرر إحدى مروحياتها ، لتصبح أول هليكوبتر تحطم على كوكب آخر.

البداية المتواضعة

تم إطلاق Ingenuity في يوليو 2020 مع روفر Perseverance، وهبطت على سطح المريخ في فبراير 2021 داخل فوهة Jezero، قاع بحيرة قديم غني بالخصائص الجيولوجية. كانت الرحلة الأولى قصيرة جدًا، مدتها 39 ثانية، لكنها كانت أول رحلة تعمل بالطاقة على كوكب آخر، لتفتح الباب أمام استكشاف جوي جديد لم يكن ممكنًا من قبل.

صممت المروحية من قبل مختبر الدفع النفاث (JPL) للتعامل مع الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، الذي يمثل حوالي 1٪ من كثافة الأرض، مما استلزم شفرات تدور بسرعة تصل إلى 2400 دورة في الدقيقة. كما كان عليها تحمل الليالي المتجمدة، التي تصل فيها درجات الحرارة إلى أقل من -90 درجة مئوية.

إنجازات غير متوقعة

على الرغم من صغر حجمها، تجاوزت Ingenuity مهمتها الأصلية بمراتب. بعد خمس رحلات، مددت ناسا مهمتها لتصبح أداة استكشاف جوية مرافقة لروفر Perseverance. ساعدت المروحية في معاينة التضاريس الصعبة وتحديد المخاطر المحتملة، مثل الرمال الناعمة والمنحدرات الحادة، ما ساهم في حماية الروفر أثناء جمع العينات واستكشاف المنطقة، وسجلت 128.8 دقيقة من الطيران الإجمالي، وبلغ ارتفاعها الأقصى 24 مترًا، وأطول رحلة واحدة غطت 705 أمتار، وهو رقم قياسي لأي مركبة تعمل بالطاقة على كوكب آخر، وفقا لـ " dailygalaxy.".

التقنية والملاحة الذكية

مع مرور الوقت، أصبحت المروحية منصة لتجربة الملاحة المستقلة والخوارزميات الذكية. قام المهندسون على الأرض بتحميل تحديثات برمجية متكررة، مما مكنها من الطيران دون إشراف مباشر واتخاذ قرارات سريعة في التضاريس غير المألوفة، وهو مهارة حاسمة للبعثات المستقبلية إلى أماكن مثل قمر تيتان وأوروبا.

النهاية الهادئة

خلال طلعتها الأخيرة، فقدت Ingenuity الاتصال، وكشفت الصور لاحقًا عن تضرر شفرة دوارة واحدة على الأقل، مما أدى إلى تأريضها بشكل دائم في نيريتفا فاليس. نصفها مدفون بالرمل، وشفراتها المكسورة تشير نحو السماء مثل نصب تذكاري لإنجاز استثنائي. قال قائد مشروع Ingenuity: “حتى في لحظاتها الأخيرة، أعطتنا Ingenuity رؤى جديدة"، مؤكدًا على القيمة العلمية الكبيرة لمهمتها.

إرث خالد

لم تقتصر مساهمات المروحية على التقنية فقط، بل أثبتت إمكانيات استكشاف جديدة وتقنيات حيوية يمكن تطبيقها في المستقبل. الدروس المستفادة من رحلتها تُستخدم بالفعل في مشاريع مستقبلية، مثل حملة عودة عينات المريخ، وتصميم طائرات بدون طيار لاستكشاف قمر تيتان المليء بالميثان عام 2028.

بنجاحها في 72 رحلة على المريخ، أثبتت هليكوبتر Ingenuity أن الطيران خارج الأرض ليس مستحيلًا، وأنه يمكن أن يصبح أداة أساسية في استكشاف الكواكب الأخرى. على سطح كوكب لا يوجد فيه هواء قابل للتنفس وجاذبية أقل من الأرض، تركت Ingenuity إرثًا خالدًا يوازي إنجازات الأخوين رايت على الأرض، لتصبح قصة ملهمة في تاريخ الاستكشاف الفضائي.

يقرأون الآن