أعلن وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار، أن القوات الباكستانية قتلت أكثر من 100 مسلح كانوا يخططون لهجمات إرهابية في المناطق الحدودية مع أفغانستان، نقلا عن وكالة "تاس" الروسية.
وكتب تارار على منصة "إكس"، أنه خلال وقف إطلاق النار الذي استمر 48 ساعة، حاول مسلحون متمركزون في أفغانستان تابعون لحركة طالبان باكستان تنفيذ عدة هجمات إرهابية داخل باكستان، وتعاملت معها قوات الأمن.
وأضاف تارار أن "القوات الباكستانية استهدفت معسكرات الليلة الماضية، ووفقًا لمعلومات استخباراتية مؤكدة، قُتل ما لا يقل عن 60-70 مسلحًا وقادتهم نتيجة هذه الغارات المُستهدفة"، نافيًا التقارير التي تحدثت عن سقوط ضحايا مدنيين.
في 15 تشرين الأول/أكتوبر، توصلت أفغانستان وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، دخل حيز التنفيذ الساعة 16:00 مساءً بتوقيت موسكو. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية أن الطرفين سيبذلان خلال هذه الفترة "جهوداً حثيثة" لتسوية الأزمة.
وفي تطور السبت، أكدت حركة طالبان أفغانستان أنها لن ترد على الهجمات الباكستانية الأخيرة، خلال المفاوضات واحترام جهود الوساطة التي تهدف إلى الحد من التوترات الحدودية.
وصرح المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن طالبان أفغانستان تحتفظ بالحق في الرد على الهجمات الباكستانية، لكنها أوقفت بشكل مؤقت العمليات العسكرية احتراما لفريق التفاوض.
ومن المقرر أن تجتمع طالبان أفغانستان مع وفد باكستاني في الدوحة لإجراء محادثات.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أكدت حكومة حركة طالبان أنها ستشارك في محادثات مع باكستان في قطر غداة انهيار الهدنة التي أعادت مؤقتاً الهدوء إلى الحدود بين البلدين.
وقال ذبيح الله مجاهد عبر منصة "إكس": "توجه وفد رفيع المستوى من الإمارة الإسلامية بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب إلى الدوحة اليوم (السبت)".
وكان التلفزيون الرسمي الباكستاني أعلن في وقت سابق أن وفداً باكستانياً سيتوجه، السبت، إلى قطر لإجراء محادثات مع حركة طالبان الأفغانية.
وبحسب مصادر "العربية"، يسعى الوسطاء إلى الحصول على موافقة الطرفين للإعلان عن تمديد وقف إطلاق النار، الذي انتهى عند الساعة السادسة من مساء الجمعة.
ورغم أن عدداً من وكالات الأنباء الدولية أعلنت، أمس الجمعة، عن اتفاق بين طالبان وباكستان على تمديد الهدنة، إلا أن مصادر من طالبان نفت لـ"العربية" وجود أي اتفاق لتمديد الهدنة بين الجانبين، قبل بدء المفاوضات.
ووصل اثنان من كبار قادة حركة طالبان الأفغانية إلى قطر لإجراء محادثات مع مسؤولين باكستانيين، وسط تصاعد الاشتباكات الحدودية بين الجارتين، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية تسيطر عليها حركة طالبان اليوم السبت.
وأضافت التقارير أن وزير الدفاع الملا يعقوب مجاهد ورئيس الاستخبارات الملا عبد الحق واثق، وصلا إلى الدوحة في وقت مبكر من صباح اليوم السبت. وتهدف الزيارة إلى إجراء محادثات مع ممثلين باكستانيين بشأن التعاون الأمني والتوترات عبر الحدود، حسب وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء اليوم السبت.
ومن المتوقع أن تجرى المحادثات بوساطة من مسؤولين قطريين، في أعقاب تقارير بأن الجانبين يسعيان لوقف إطلاق النار طويل الأمد، بعد سلسلة من الغارات الجوية الدموية والهجمات الانتقامية التي وقعت في الأيام الأخيرة.
تأتي تلك الزيارة في الوقت الذي تتهم فيه إسلام آباد حركة طالبان الأفغانية بإيواء مسلحين من حركة طالبان الباكستانية، بينما تدين كابل الغارات الجوية الباكستانية المتكررة في إقليم باكتيكا والتي أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال.
وقال متحدث باسم طالبان، إن باكستان استهدفت بغارات ليلة أمس ولاية بكتيكا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينما اتهم قائد الجيش الباكستاني, عاصم منير, طالبان أفغانستان بعدم القيام بما يكفي للتصدي لعناصر تهاجم إسلام آباد.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام أفغانية، اليوم السبت، بمقتل 17 مدنيا، على الأقل، في غارة باكستانية خلال الليل على مقاطعة أرجون بإقليم باكتيكا الأفغاني. وهناك لاعبو كريكت ضمن القتلى والمصابين.
وصرح مجلس الكريكت الأفغاني أن الضحايا كانوا متجمعين في منزل بعد العودة من مباراة ودية عندما وقع القصف.
وردا على الحادث، أعلن مجلس الكريكت أن أفغانستان سوف تنسحب من سلسلة الثلاثي "تي 20 أي" المقبلة التي تشارك فيها باكستان والمقررة أواخر نوفمبر (تشريت الثاني).
كما أسفر القصف الجوي الذي تردد أنه أصاب مبنى سكنيا، عن إصابة 16 آخرين، بينهم أطفال.