تكنولوجيا

ملاحظات "أبل"... التطبيق الذي يخفي أدوات لا يعرفها كثيرون

ملاحظات

رغم أن "أبل" تُضمّن في أجهزتها مجموعة من التطبيقات الأساسية التي يعتمد عليها المستخدمون يومياً، فإن تطبيق الملاحظات يظل من أكثرها إهمالًا، رغم قدراته الكبيرة التي قد تجعله أداة إنتاجية متكاملة لمن يعرف كيف يستفيد منه.

ورغم بساطته الظاهرة، فإن هذا التطبيق يضم ميزات متقدمة تجعل تدوين الأفكار وتنظيم المعلومات أكثر سلاسة واحترافية. وفيما يلي نظرة منهجية على أبرز الوظائف التي يجهلها كثير من مستخدميه، خاصة بعد إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى بنيته مؤخراً.

كتابة الملاحظات في لحظة واحدة

لم تعد عملية إضافة ملاحظة جديدة تتطلب فتح التطبيق يدوياً كما كان في السابق، إذ تتيح "أبل" اليوم خاصية الاختصار السريع لكتابة الملاحظات من أماكن متعددة داخل الجهاز.

يمكن للمستخدم تفعيل هذا الاختصار من مركز التحكم أو شاشة القفل، بل وحتى عبر زر الإجراءات الجانبي في طرازات "آيفون 15" وما بعدها. كما يمكن إضافة ملاحظة مباشرة من قائمة "المشاركة" في أي تطبيق، بحيث تُرفق تلقائيًا الصورة أو الرابط المرتبط بها.

خصوصية أعلى عبر القفل والبصمة

حرصت "أبل" على توسيع قدرات الأمان داخل تطبيق الملاحظات، فأصبح بالإمكان قفل الملاحظات بكلمة مرور أو ببصمة الوجه.

وتتم العملية ببساطة عبر قائمة الخيارات في الملاحظة، لتُغلق فوراً بعد التأكد من هوية المستخدم.

وما يميز هذه الخاصية هو إمكانية تطبيقها على ملاحظات فردية أو مجلدات كاملة، مما يمنح المستخدم تحكماً دقيقاً في حماية بياناته الخاصة.

الوصول السريع إلى المرفقات

لتسهيل إدارة المحتوى، أضافت "أبل" خيارًا يسمح بعرض كل المرفقات مثل الصور والروابط من جميع الملاحظات في مكان واحد.

يمكن تفعيل هذا العرض من قائمة الخيارات أيضاً، ما يجعل تصفح الملفات المرفقة أسرع بكثير، باستثناء تلك المحمية بكلمة مرور حفاظًا على الخصوصية.

المجلدات الذكية لتنظيم تلقائي

ميزة المجلدات الذكية هي من أكثر الأدوات المفيدة للمستخدمين الذين يعتمدون على الملاحظات في أعمالهم اليومية.

تعتمد هذه المجلدات على قواعد وشروط محددة لترتيب الملاحظات تلقائياً، كأن تُجمع الملاحظات التي تحتوي على صور، أو التي تم تعديلها حديثًا، أو التي تضم وسوماً معينة.

بهذه الطريقة يتحول التطبيق إلى نظام تصنيف ذكي يعمل من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى التنظيم اليدوي المستمر.

تحويل الملاحظات إلى ماسح ضوئي للمستندات

أحد الجوانب التي يغفل عنها كثيرون هو أن تطبيق الملاحظات يمكن أن يعمل أيضًا كـ ماسح ضوئي للمستندات.

يكفي إنشاء ملاحظة جديدة ثم اختيار خيار "فحص المستندات" لتصوير الأوراق أو الملفات وتحويلها مباشرة إلى صيغة رقمية قابلة للحفظ أو التعديل.

كما يمكن للمستخدم الكتابة على المستند الممسوح أو إجراء تعديلات بسيطة عليه، مما يجعل التطبيق بديلًا عمليًا لتطبيقات مثل "كام سكانر" (CamScanner).

البحث الذكي داخل المحتوى

بفضل تطوير قدرات البحث في أنظمة "أبل"، أصبح التطبيق قادراً على فهم محتوى الملاحظات أثناء عملية البحث، بحيث لا يقتصر الأمر على النصوص فحسب، بل يشمل الصور والعناصر البصرية أيضاً.

ويمكن للمستخدم كتابة كلمات مفتاحية عامة ليعثر التطبيق تلقائياً على الملاحظات ذات الصلة، حتى إن لم تكن تحتوي على نفس الكلمات حرفيًا.

الذكاء الاصطناعي يغيّر تجربة التدوين

في التحديثات الأخيرة، دمجت "أبل" أدوات الذكاء الاصطناعي مباشرة داخل تطبيق الملاحظات، مما فتح الباب أمام استخدامات جديدة تماماً.

فيمكن للمستخدم التواصل مع خدمة "تشات جي بي تي" المدمجة في التطبيق لتلخيص النصوص أو إعادة صياغتها أو تحسينها لغوياً.

كما يمكن تحويل الملاحظات إلى جداول أو قوائم تلقائياً، أو استخدام أداة "بلاي غراوند" (Play Ground) لتحويل النصوص إلى صور ورسومات رقمية فورية.

من مجرد دفتر لتدوين الأفكار البسيطة، تحوّل تطبيق الملاحظات إلى أداة ذكية لإدارة المعلومات وتنظيمها، تجمع بين السهولة والأمان والذكاء.

وربما آن الوقت لمستخدمي أجهزة "أبل" لإعادة اكتشاف هذا التطبيق الذي ظل في الظل طويلًا، واستخدامه بوصفه منصة متكاملة تجمع بين التدوين والإبداع والإنتاجية.

يقرأون الآن