يظل الظهور الأول في مباريات كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة لحظة استثنائية في مسيرة أي لاعب، فهي مباراة تختلف تماماً عن غيرها من المواجهات من حيث الإيقاع، الكثافة، والضغط الجماهيري والإعلامي الكبير. ويدرك الفريقان جيداً أن هذه المواجهة تُعد امتحاناً حقيقياً لقدرة لاعبيهما على التماسك تحت الأضواء.
ويستضيف ريال مدريد غريمه التقليدي برشلونة، الخامسة والربع مساء اليوم الأحد بتوقيت بيروت، على ملعب سانتياغو برنابيو، ضمن منافسات المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني.
وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن مواجهات الكلاسيكو عبر التاريخ لم تشهد إلا عدداً قليلاً من اللاعبين الذين تمكنوا من ترك بصمة فورية في أول ظهور لهم، إذ احتاجت أسماء كبيرة مثل رونالدينيو، صامويل إيتو، كريستيانو رونالدو وفينيسيوس جونيور إلى مباريات عدة قبل أن يفرضوا نجوميتهم في هذا الحدث الكروي الكبير.
وأضافت أن هناك دائماً استثناءات، أبرزها ما حدث في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، حين شارك ليونيل ميسي لأول مرة أساسياً في الكلاسيكو إلى جانب النجم البرازيلي رونالدينيو، الذي أذهل جماهير سانتياغو برنابيو بأدائه الرائع. ورغم أن رونالدينيو خطف الأضواء في تلك الليلة، فإن ميسي أظهر لمحات من عبقريته التي سترافقه طوال مسيرته، وكان له دور حاسم في الهدف الأول الذي سجله صامويل إيتو.
وأشارت إلى أن برشلونة يدخل كلاسيكو اليوم بتشكيلة شابة متأثرة بالإصابات، إذ تضم تسعة لاعبين قد يخوضون أول كلاسيكو لهم:
الحارسان كوتشين وإيدر ألير، والمدافعان جوفري تورنتس وتشافي إسبارت، ولاعبا الوسط درو ومارك بيرنال، إلى جانب المهاجمين ماركوس راشفورد، روني بردقجي وتوني فرنانديز.
ويبلغ متوسط أعمار لاعبي الفريق 23 عاماً فقط، وهو رقم يعكس اعتماد النادي المتزايد على خريجي أكاديمية لا ماسيا من جهة، وتأثير الغيابات العديدة من جهة أخرى، بحيث يعاني الفريق من ست إصابات مؤثرة.
ويُعد ماركوس راشفورد الاستثناء الأبرز بين الوافدين الجدد، نظراً الى خبرته الكبيرة في الدوري الإنكليزي الممتاز، وبخاصة في المباريات القوية أمام ليفربول. وسيكون أكثر لاعبي برشلونة خبرة ودقائق لعباً، ما يجعله عنصراً محورياً في حسابات المدرب هانسي فليك.
وعلى الجانب الآخر، يدخل ريال مدريد المواجهة بعدد أقل من اللاعبين الجدد، لكن بضغطٍ أكبر نظراً الى إقامة المباراة على أرضه ووسط جماهيره. فالفريق الملكي مطالب دائماً بالمبادرة وتحقيق الفوز في البرنابيو، ما يجعل الخطأ غير مقبول في مثل هذه المناسبات.
اللاعبون المرشحون للظهور الأول مع ريال مدريد هم: ترينت ألكسندر-أرنولد، ألفارو كاريراس، دين هويسن، غونزالو غارسيا، وفرانكو ماستانتونو.
وسيكون هذا اللقاء أيضاً أول كلاسيكو للمدرب تشابي ألونسو على رأس القيادة الفنية لريال مدريد، في مواجهة تُعيد للأذهان سجلاً مثيراً: فمنذ عام 2015، عندما فاز زين الدين زيدان في أول كلاسيكو له بكامب نو، لم ينجح أي مدرب مدريدي في تحقيق الفوز في ظهوره الأول.
ومنذ ذلك الحين، توالت الإخفاقات مع بينيتيز، لوبيتيغي، سولاري، وأنشيلوتي، ليقف ألونسو الآن أمام فرصة لكسر هذه السلسلة، وكتابة فصل جديد في تاريخ الكلاسيكو.


