في حدث عالمي طال انتظاره، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، السبت المقبل، وسط ترقب واسع من عشاق الحضارة المصرية القديمة في مختلف أنحاء العالم.
وأعلن مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري أن الافتتاح سيشهد حدثاً استثنائياً يتمثل في عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة منذ اكتشافها قبل أكثر من قرن، داخل قاعات العرض الحديثة بالمتحف.
آلاف القطع تعرض تحت سقف واحد
وقال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، إن مجموعة الملك الذهبي تتألف من 5398 قطعة أثرية تم تجميعها من عدد من المتاحف المصرية، من بينها المتحف المصري بالتحرير ومتحف الأقصر والمتحف الحربي.
كما أوضح أن قاعات العرض تم تجهيزها بأحدث تقنيات العرض والإضاءة ووسائل الحفظ، لتقديم تجربة فريدة للزائرين تعكس عبقرية الحضارة المصرية القديمة وتليق بمكانة المتحف كأكبر صرح أثري في العالم.
وفي تصريحات لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، قال الدكتور رضا سيد أحمد، أستاذ الآثار والحضارة المصرية وعميد كلية الآداب السابق بـ"جامعة المنصورة"، إن الملك توت عنخ آمون يعد أحد أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، وقد تولى الحكم صغيراً ومات صغيراً أيضاً بعد حكم استمر نحو 10 سنوات فقط.
القناع الذهبي وكرسي العرش
وأضاف أن لحظة اكتشاف المقبرة الملكية للفرعون الذهبي عام 1922 تعد من أعظم الإنجازات الأثرية في التاريخ الحديث، مشيراً إلى أن المتحف المصري بالتحرير كان يضم نحو 1300 قطعة أثرية فقط من مقتنيات الملك الشاب، إلا أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيتيح عرض المجموعة الكاملة المكونة من 5398 قطعة، من بينها القناع الذهبي الشهير، وكرسي العرش الملكي، والأسرة والكراسي الملكية، والأسلحة الخاصة بالملك.
وأوضح أن المتحف الجديد يمتد على مساحة ضخمة ويعد من أكبر المتاحف في العالم، حيث تم تصميم قاعاته بطريقة تبرز عظمة المعروضات وتمنح الزائرين تجربة استثنائية تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.
مردود استثماري واقتصادي
وأضاف أستاذ الآثار أن مجموعة توت عنخ آمون تعد من أجمل وأندر المجموعات الأثرية في العالم، مشيراً إلى أن عرضها الكامل للمرة الأولى سيجعل المتحف المصري الكبير وجهة ثقافية وسياحية عالمية تجسد عظمة التاريخ المصري القديم في أبهى صوره.
من جانبه قال الدكتور أيمن وزيري، أستاذ ورئيس قسم الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار بجامعة الفيوم، لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إن المتحف المصري الكبير يمثل وجهة ثقافية وحضارية عالمية، وسيكون له مردود استثماري واقتصادي غير مسبوق، مؤكداً أن افتتاحه يعد "هدية مصر إلى العالم أجمع".
وأشار وزيري إلى أن المشروع الضخم سيسهم في تعزيز السياحة الثقافية بمصر وجذب ملايين الزوار من مختلف الدول، موضحاً أنه من المتوقع أن يستقبل المتحف نحو خمسة ملايين زائر سنوياً، ليصبح مركزاً عالمياً للأبحاث والدراسات الأثرية.
100 ألف قطعة أثرية
كما أوضح أن المتحف يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور التاريخ المصري القديم، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون التي تعد من أبرز وأندر المجموعات الأثرية في العالم، والتي اكتشفت داخل مقبرته الشهيرة بوادي الملوك عام 1922.
وأضاف أن تصميم المتحف المعماري جاء بأسلوب فريد يمزج بين العراقة والحداثة، بما يعكس عظمة الحضارة المصرية وعبقرية فنونها المعمارية القديمة.


