رياضة

سلوت: لا أعذار.. ولم أتوقع هذا السؤال اليوم

سلوت: لا أعذار.. ولم أتوقع هذا السؤال اليوم

شدّد الهولندي آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول، على أهمية استعادة الفريق لتوازنه في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن مواجهة أستون فيلا مساء السبت ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز تمثل فرصة مثالية للعودة إلى طريق الانتصارات بعد سلسلة من النتائج المخيبة.

جاءت تصريحات سلوت خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد مساء الجمعة في مركز تدريبات "أكسيا"، حيث تناول فيه مستجدات الفريق، وضعية المصابين، وتحليل أسباب التراجع، إضافةً إلى موقفه من مستقبله مع النادي.

واستهل سلوت حديثه بالتأكيد على تحسن الحالة البدنية لبعض لاعبيه، مشيرًا إلى أن ريان جرافينبرخ عاد للتدريبات الجماعية، وقد يكون جاهزًا للمشاركة أمام أستون فيلا، بينما سيغيب كل من ألكسندر إيزاك وكورتيس جونز عن اللقاء بنسبة شبه مؤكدة.

وقال المدرب: "ريان تدرب معنا بالأمس، وسيتدرب اليوم أيضًا، وبعدها سنقرر إذا ما كان قادرًا على البدء أساسيًا أم لا. أما الآخران، فهما بنسبة 99.9% لن يكونا ضمن قائمة المباراة يوم السبت".

وأضاف أن "المراحل الأخيرة من التعافي تكون حساسة وغير مستقرة"، مشيرا إلى أن "المراحل النهائية من التعافي، يمكن أن تسير الأمور بسرعة أو تتباطأ فجأة، لذلك علينا أن نكون حذرين. الأهم هو أن ريان عاد إلى التدريب الجماعي، وهذا مؤشر جيد".

لا نقص في الجودة.. والإصابات هي العائق

وعن رضاه عن عمق التشكيلة وجودة اللاعبين، أجاب سلوت بثقة: "لا نفتقد شيئًا. أنا سعيد جدًا بهذا السؤال، لأنني أود التأكيد أنني راضٍ تمامًا عن الفريق وبكل الجودة التي نملكها. أنا مقتنع تمامًا أيضًا بالسياسة والاستراتيجية التي يتبعها النادي".

وأوضح أن التراجع لا يعود إلى ضعف العناصر بل إلى تفاوت الجاهزية البدنية، مضيفًا: "عندما يغيب ثلاثة أو أربعة لاعبين، يتقلص عدد العناصر المتاحة إلى 16 فقط، وهذا يشكّل ضغطًا كبيرًا على المجموعة الأساسية".

وتابع موضحًا أن "وجود 20 أو 21 لاعبًا كافٍ للمنافسة على جميع البطولات، لكن بشرط أن يكونوا في حالة بدنية جيدة. الموسم الماضي كنا محظوظين من هذه الناحية، أما الآن فنواجه صعوبة في الحفاظ على لياقة الجميع بسبب الإصابات وتتابع المباريات".

أشار سلوت إلى أن إصابة المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك تمثل نموذجًا لمعاناة الفريق، قائلاً: "إيزاك اضطر لأن يقوم بفترة إعداد داخل الموسم نفسه، وهذا ما يجعل الناس تتساءل: لماذا تشركه وهو غير جاهز 100%؟ لكن إذا لم أشركه فلن يستعيد جاهزيته أبدًا، ونحن بحاجة إليه".

وأضاف أنه "لدينا أكثر من لاعب مرّ بنفس الوضع، مثل جيريمي فريمبونج وكونور برادلي، اللذين يتناوبان على الغياب، مما اضطرنا أحيانًا لإشراك سوبوسلاي في مراكز غير معتادة".


لا أعذار رغم الضغط

أكد سلوت أن الإصابات ليست مبررًا لتراجع النتائج، موضحًا أن "كل فريق يواجه مشاكل مشابهة، لكن بالنسبة لنا الإصابات المتزامنة جعلت الأمور أكثر صعوبة. بعض اللاعبين لم يكونوا جاهزين بدنيًا منذ بداية الموسم".

وشدّد على أنه يرفض استخدام الإصابات كذريعة، معتبرا أنه "ليس لدينا أي أعذار. لقد خضنا مباريات عديدة خارج ملعبنا مع فترات راحة قصيرة جدًا، وهذا أمر كان سيصعب حتى على اللاعبين الذين خاضوا فترة إعداد كاملة. نحن نعيش وضعًا أصعب قليلًا من الموسم الماضي، لكني أكرر: لا أعذار".

ورغم كل ذلك، أبدى المدرب تفاؤله الكبير قائلاً: "ما يمنحني الثقة هو جودة اللاعبين الذين نملكهم، والعدد الكبير من الفرص التي نصنعها في كل مباراة. في النهاية، هذا سيقودنا حتمًا إلى تسجيل مزيد من الأهداف وتحقيق نتائج أفضل".

مفاجأة السؤال عن العقد

وفي لحظة طريفة خلال المؤتمر، سأله أحد الصحفيين عن تجديد عقده مع ليفربول، ليرد مبتسمًا: "هذا آخر سؤال كنت أتوقعه اليوم! تركيزي الكامل الآن على إعادة ليفربول إلى طريق الانتصارات. لا توجد أي مفاوضات حالية يمكن الحديث عنها، وإذا كانت هناك، فنحن لا نناقش مثل هذه الأمور علنًا".

وأضاف بحزم: "دعونا أولًا نبدأ بالفوز مجددًا، هذا هو هدفي الرئيسي حاليًا، أما العقود فلكل حادث حديث".

وعن الدروس المستخلصة من هذه الفترة الصعبة، قال سلوت: "ربما تأتي مرحلة التعلم لاحقًا، لأن تركيزي الآن على كيفية تغيير الوضع وتحسين الأداء. لا أنظر كثيرًا إلى الوراء، بل إلى ما يمكننا فعله في المباراة القادمة أمام أستون فيلا. عادة ما تقودنا العروض الجيدة إلى النتائج الإيجابية، وهذا ما أسعى إليه".

وتطرّق سلوت إلى المباراتين الماضيتين ضد برينتفورد وكريستال بالاس، قائلًا: "أمام برينتفورد لعبنا بشكل جيد لمدة 60 دقيقة، وربما 30 دقيقة أخرى كانت مقبولة. نفس الشيء تقريبًا حدث أمام كريستال بالاس، حيث قدمنا شوطًا أولًا جيدًا قبل أن يتراجع الإيقاع".

وأضاف أن "كمية الفرص التي نخلقها من اللعب المفتوح تجعلني مطمئنًا. مع الوقت، سيترجم اللاعبون هذه الفرص إلى أهداف. لا أريد أن أبدو وكأنني أختلق الأعذار، لذلك أفضل القول إن علينا معالجة بعض التفاصيل الصغيرة، لكن الصورة العامة لا تزال إيجابية".


لا تغيير في الهوية.. وأزمة الكرات الثابتة

رفض المدرب فكرة تغيير أسلوب لعب الفريق رغم تراجع النتائج، مؤكدًا أنه "قد نُجبر أحيانًا على التكيف، كما فعلنا في بعض المباريات، مثل مواجهة مانشستر سيتي خارج الديار، حين اضطررنا لتغيير بعض الأمور في الشوط الثاني، لكن هذا لا يعني أننا سنغير فلسفتنا بالكامل".

وتابع أنه "باستثناء مباراتي كريستال بالاس وبرينتفورد، لم نكن فريقًا مفتوحًا أو سهل الاختراق. في معظم المباريات استحققنا نتائج أفضل بكثير مما حققناه".

اعترف سلوت بأن فريقه بحاجة لتحسين التعامل مع الكرات الثابتة، قائلاً: "ليس من المفيد أن تنهي مباراة ضد مانشستر يونايتد بهدف من ركلة ثابتة، ثم تبدأ المباراة التالية وتستقبل هدفًا من رمية تماس بعد خمس دقائق فقط. هذا يؤثر على ثقة اللاعبين وعلى الخطة التي أعددناها".

وأضاف أنه "أمام برينتفورد اضطررنا للدفاع ضد 16 كرة ثابتة، نجحنا في 15 منها، لكن واحدة كانت كافية لتكلفنا هدفًا. عندما تستقبل هدفًا مبكرًا، يصبح من الصعب استعادة إيقاعك بسرعة. أعجبني رد فعل اللاعبين بعد الهدف، لكننا لم نستطع التسجيل، وفي الدقائق العشر الأخيرة عادت المباراة لتُدار على طريقة المنافس".

وختم في هذه النقطة: "الطريقة التي استقبلنا بها الهدف الثاني ضد برينتفورد كانت بعيدة تمامًا عن معاييرنا. يجب أن نتحسن في الجانب البدني والتركيز الذهني خلال المواقف الثابتة، لأن هذه التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق بين الفوز والخسارة".

مواجهة أستون فيلا.. اختبار الثقة والهوية

اختتم سلوت المؤتمر بالتأكيد على أهمية مباراة أستون فيلا، قائلًا: "أستون فيلا فريق منظم جدًا ويملك جودة عالية في البناء من الخلف، تمامًا مثل مانشستر سيتي. سيكون علينا الضغط بذكاء واستغلال الفرص التي نصنعها. لدينا ما يكفي من اللاعبين الجيدين لخوض مباراة قوية يوم السبت، لكن علينا إدارة مجهودهم بحكمة بسبب ضغط المباريات".

وأضاف بثقة وحماس: "أملك الثقة الكاملة في هذا الفريق. نعم، نمر بفترة صعبة، لكننا نملك الجودة والروح اللازمتين للعودة بسرعة. نحتاج فقط إلى الفوز الأول لإعادة الأمور إلى نصابها، وأتمنى أن يكون ذلك أمام أستون فيلا".


يقرأون الآن