تبدأ وزارات لبنانية الثلاثاء مناقشة خطط إعادة الإعمار، والأولويات المتصلة بها، مع منظمات دولية، وهيئات ومؤسسات محلية، وذلك في لقاء موسع يعقد في «مجمع نبيه بري الثقافي» في الرادار بجنوب لبنان، ويحضره وزراء معنيون.
وينظر إلى هذا اللقاء على أنه المبادرة الأوسع منذ نهاية الحرب لتحضير الأرضية الملائمة تمهيداً لمرحلة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان. ويكتسب اللقاء رمزية من كونه يُعقد على بعد عشرات الأمتار من موقع استهداف إسرائيلي لمنشآت مدنية، ومعارض للجرافات والآليات الثقيلة التي تستخدم في إعادة الإعمار.
وفي ظل إحجام الدول المانحة عن تقديم مساعدات وقروض دولية لإعادة الإعمار قبل تنفيذ حصرية السلاح، وإنهاء احتمالات تجدد الحرب مع إسرائيل، يبحث اللبنانيون عن بدائل محلية، ومساعدات أممية لإطلاق عجلة إعادة الإعمار، بما يمكن الناس من العودة إلى منازلهم. وتدور المقترحات حول المضي بتلك الخطوات على مراحل، على أن تصل إلى قرى الحافة الحدودية بعد تثبيت الاستقرار في المنطقة، وتوقف إسرائيل عن قصفها.
وقالت مصادر في «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» إن هذا اللقاء الذي تنظمه الحركة سيجمع ممثلين عن وزارات لبنانية معنية بإعادة الإعمار، مع هيئات محلية مثل «مجلس الجنوب»، و«مجلس الإنماء والإعمار»، واتحادات البلديات، وغيرها، بمشاركة ممثلين عن هيئات دولية، مثل «البنك الدولي»، ومؤسسات في الأمم المتحدة.
وقالت المصادر إن الهدف من اللقاء «وضع الخطط، ومناقشة الاستراتيجيات لإطلاق خطة إعادة إعمار ما هدمته الحرب»، إضافة إلى التباحث في «التكلفة المادية، ومصادر التمويل المتوقعة»، فضلاً عن مناقشة الأولويات لناحية تأمين الخدمات العامة، وإعادة مظاهر الحياة، وتأمين ظروف الترميم، وإعادة الإعمار، بهدف إعادة النازحين إلى قراهم، ومنازلهم، وأرزاقهم، وتمكينهم من العودة بعد أكثر من عام على نزوحهم من قراهم.
ويخصص البنك الدولي مبلغ 250 مليون دولار لتمويل إعادة إعمار المرافق العامة والبنى التحتية الخدماتية للمناطق المتضررة من الحرب في الجنوب، وكان ينتظر إقرار القرض في الجلسة العامة للبرلمان التي لم تعقد بعد فقدانها النصاب القانوني إثر مقاطعة قوى سياسية تطالب بإدراج مقترح قانون لتعديل قانون الانتخابات النيابية. وتتحدث معلومات وزارية عن نصائح دولية بأن تنفذ الخطة على مراحل، وتبدأ من المواقع الأكثر أماناً، والأقل عرضة للاستهدافات الإسرائيلية المتكررة.
ويأتي التباحث في إطلاق خطط إعادة الإعمار في ظل مواصلة إسرائيل استهدافاتها في الجنوب، والتي تسعى لمنع السكان من العودة إلى قرى الحافة الحدودية. ونفذت مسيرة إسرائيلية السبت غارة جوية بصاروخ موجه، مستهدفة سيارة في بلدة كفرصير في قضاء النبطية، وهو ما أدى إلى سقوط جريح بحسب بيان وزارة الصحة العامة.
كما أطلقت مسيرة إسرائيلية بعض الرشقات النارية تجاه عدد من الشبان عند حي الرندا في بلدة عيتا الشعب، دون وقوع إصابات. كذلك ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية على شاطئ رأس الناقورة.


