إقتصاد

أزمة الغذاء مع إغلاق الحكومة الأميركية... مليارديرات يتحركون لإنقاذ 42 مليون شخص

أزمة الغذاء مع إغلاق الحكومة الأميركية... مليارديرات يتحركون لإنقاذ 42 مليون شخص

تحرك عدد من كبار المليارديرات في الولايات المتحدة لتقديم مساعدات عاجلة، في محاولة لسد الفجوة التي خلفها توقف برنامج المساعدات الغذائية الفيدرالي "سناب" (SNAP)، والذي يهدد بحرمان أكثر من 42 مليون أميركي من الدعم الغذائي اعتباراً من نهاية الأسبوع الجاري.

ففي سان فرانسيسكو، أعلنت المدينة عن شراكة غير مسبوقة بين القطاعين العام والخاص، حيث قدمت مؤسسة الملياردير مايكل موريتز، أحد أبرز المستثمرين في وادي السيليكون، تبرعاً بقيمة 9 ملايين دولار، مساوية لمبلغ مماثل خصصته المدينة من احتياطيات ميزانيتها.

أما في نيويورك، فقد ساهمت مؤسسة "روبن هود" بمليون دولار لصندوق طوارئ، بينما تعهدت مؤسسة رجل الأعمال العقاري بيل كامينغز في ماساتشوستس بمبلغ مماثل لدعم منظمة غير ربحية تسعى لتخفيف آثار توقف البرنامج، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية Business".

وقال رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري مايك جونسون، في تصريحات صحفية الجمعة: "ستكون هناك عائلات حقيقية، أطفال حقيقيون، سيواجهون الجوع بدءاً من هذا الأسبوع عندما تنفد الموارد".

ورغم أن هذه التبرعات لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياج، إذ يتطلب البرنامج نحو 9.2 مليار دولار لتغطية مساعدات شهر نوفمبر بالكامل، إلا أنها تهدف إلى تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الإغلاق الحكومي الذي يدخل شهره الثاني.

وزارة الزراعة الأميركية حذرت من أن التمويل الفيدرالي للبرنامج سينفد السبت، وطلبت من الولايات تعليق إرسال ملفات المساعدات لهذا الشهر "حتى إشعار آخر".

وفي تطور قانوني لافت، أصدر قاضيان فيدراليان الجمعة حكمين اعتبرا فيهما أن قرار إدارة ترامب تعليق المساعدات الغذائية "على الأرجح غير قانوني"، وأمر أحدهما بصرف أموال الطوارئ فوراً، فيما منح الآخر مهلة حتى 3 نوفمبر لتقرير ما إذا كانت الحكومة ستوافق على تمويل جزئي للبرنامج.

وفي سابقة مثيرة للجدل، قبلت الحكومة الأميركية تبرعاً بقيمة 130 مليون دولار من متبرع مجهول، اشترط أن يستخدم لدفع رواتب العسكريين خلال الإغلاق. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" لاحقاً أن المتبرع هو الملياردير الجمهوري وقطب السكك الحديدية تيموثي ميلون.

من الساحل إلى الساحل، بدأت الحكومات المحلية في تفعيل إجراءات الطوارئ، واللجوء إلى صناديق الاحتياط، بالتوازي مع الاعتماد على التبرعات الفردية والشركات. ففي نيويورك، وزعت منظمة "سيتي هارفست" أكثر من 11 ألف رطل من الطعام، وتخطط لتوزيع مليون رطل إضافي خلال الشهر المقبل مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لما ذكرته مديرة الاتصالات ميريل روثستين.

بينما قرر الملياردير مايك نوفوغراتز، مؤسس شركة "غالاكسي ديجيتال" وعضو مجلس إدارة "روبن هود"، التبرع بعد مكالمة من ابنته العاملة في مؤسسة خيرية بحي "لوير إيست سايد"، حيث نقلت له معاناة الأسر التي فقدت المساعدات.

وستستخدم أموال "روبن هود" لتقديم مساعدات نقدية فورية لنحو 38 ألف أسرة في نيويورك، معظمها في مدينة نيويورك، حيث ستحصل كل أسرة على 50 دولاراً على الأقل خلال 24 ساعة من توقف المساعدات، عبر منصة "Propel" التقنية، بالشراكة مع منظمة "GiveDirectly".

وفي كارولاينا الشمالية ونيوجيرسي، سارعت مؤسسات الملياردير ديفيد تيبر إلى تقديم دعم إضافي لبنوك الطعام، بينما اختار قطب النفط جورج كايزر في أوكلاهوما تقديم المساعدة عبر الكنائس والمنظمات المحلية التي تعرف احتياجات السكان عن قرب.

كما أكدت منصة "Every.org" المعنية بجمع التبرعات بدورها، تسجيل "زيادة ملحوظة" في التبرعات لبنوك الطعام هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكرته المديرة أليسون فاين.

ليست قضية حزبية.. بل مسألة إنسانية

أبرم رئيس البلدية في سان فرانسيسكو، دانيال لوري اتفاقاً مع مؤسسة "Crankstart" التابعة لموريتز، لتغطية احتياجات نحو 112 ألف شخص مهددين بفقدان المساعدات. وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، ميسي نارولا: "لا نرى في هذا الأمر قضية حزبية، بل مسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية".

وفي ماساتشوستس، تعهدت مؤسسة كامينغز بدعم صندوق خاص تابع لمنظمة "يونايتد واي"، يهدف إلى تعويض النقص في برنامج SNAP. ودعت حاكمة الولاية، ماورا هيلي، السكان إلى التبرع للصندوق، الذي سيستخدم بسرعة وبطريقة تضمن أقصى تأثير، بحسب المديرة التنفيذية للمؤسسة، جويس فيريوتس.

يقرأون الآن