عاشت المؤسسات التربوية في الجزائر حالة استنفار في الأيام الماضية من أجل مواجهة مرض الجرب، في وقت أكدت وزارة الصحة أن الوضع متحكم فيه.
ودعا الأخصائيون بدورهم إلى ضرورة اتخاذ جملة من الإجراءات الصحية اللازمة لتفادي انتشاره.
وانتشر خبر إصابة تلاميذ بالجرب في المؤسسات التربوية، وسبب تخوفا كبيرا لدى أولياء التلاميذ الذين سارعوا لمواجهته، حيث امتنع بعضهم عن إرسال أبنائه إلى المدرسة، فيما دعا آخرون إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة.
واستدعى الوضع الصحي تدخل وزارة الصحة الجزائرية، التي أكدت من خلال بيان أن "الحالات المسجلة تم التكفل بها ومتابعتها طبيا، مع اتخاذ إجراءات العزل داخل الوسط المدرسي"، مشيرة إلى أن "الوضعية الصحية تبقى غير مقلقة إطلاقاً".
بدورها، أوضحت رئيسة الجمعية الوطنية للصحة المدرسية الدكتورة بسام نبيلة، أن "الحالة مستقرة وتحت السيطرة، وانتشرت في عدد محدود من المدارس التي تبقى خاضعة للمتابعة الطبية والتطهير الوقائي، وبهذا لا يمكن الحديث عن وباء".
وأضافت المتحدثة في تصريحها لـ"العربية.نت" قائلة: "صحيح توجد مؤشرات على وجود حالات جرب داخل الوسط المدرسي، لكنها ليست موجة كبرى".
وعن الإجراءات الواجب اتخاذها، أفادت الدكتورة:"يجب أولا محاربة سبب انتشاره، حيث إنه ينتقل بسبب الاحتكاك المباشر بين التلاميذ أو استعمال أدوات شخصية بين بعضهم بعضا، أما الإجراءات المتخذة بصفة استعجالية، فهي تجنب الملامسة المباشرة للمصابين، وعدم تبادل الملابس أو الأدوات الشخصية، إضافة إلى علاج المصابين بسرعة لتجب انتشار العدوى، واعتماد وسائل الوقاية، من خلال تشخيص التلاميذ المصابين، للمرور إلى مرحلة العلاج، عبر استخدام مستحضر ضد الطفيلي لكل الحالات المؤكدة مع التوقف عن الدراسة مؤقتا، وأخذ العلاج لحين الشفاء الكامل، وتطهير المدارس التي انتشرت فيها العدوى وحتى المجاورة لها".
ولأن النظافة هي أول ما يجب توفيره، شددت محدثتنا على ضرورة "الوقوف على قدم وساق من أجل نظافة دورات المياه، والمناديل الورقية، وتوفير المجفف الهوائي والإكثار من الحملات التوعوية".
ونفت نبيلة بسام "استدعاء الوضع إغلاق المؤسسات التربوية، كونها ليست موجة كبيرة أو عدوى لا يمكن التحكم فيها".
وعن باقي الأمراض التي تهدد التلاميذ، ذكرت المتحدثة "القمل، الجرب، الرمد الحبيبي، السمنة، الربو، هجرة الخصيتين لدى الأطفال الصغار، أمراض القلب بحالات نادرة، الغدة الدرقية، فقر الدم وغيرها بنسب متفاوتة، نعمل كجمعية ومجتمع مدني على مواجهتها بالتوعية والعمل الميداني المستمر".


