بيتكوين تهوي دون 95 ألف دولار

شهدت أسواق العملات المشفّرة خلال الساعات الماضية موجة هبوط حادّة دفعت عملة بيتكوين—الأكبر في السوق من حيث القيمة—إلى الانخفاض تحت مستوى 95 ألف دولار للمرة الأولى منذ نحو ستة أشهر، في ظل تزايد مخاوف المستثمرين وتراجع شهية المخاطرة عالميًا.

الهبوط الأخير جاء بعد سلسلة من الضغوط البيعية المتصاعدة، حيث سجّلت صناديق الاستثمار المرتبطة ببيتكوين—من بينها صناديق ETF—ثاني أكبر موجة سحب للأموال على الإطلاق، مع خروج نحو 900 مليون دولار من السوق خلال أيام قليلة، بحسب بيانات منشورة في تقارير مالية حديثة. هذه التدفقات الخارجة ساهمت في تسريع وتيرة الانخفاض، وأشعلت تساؤلات حول متانة الاتجاه الصعودي الأخير.

ويرى محللون أن كسر مستوى 95 ألف دولار يحمل دلالات تقنية مهمة، إذ يُعدّ حاجزًا نفسيًا كان يدعم السعر منذ بداية النصف الثاني من العام. وتُظهر البيانات أن فقدان هذا المستوى يدفع المتعاملين إلى إعادة تقييم مراكزهم، وسط مخاوف من إمكانية انزلاق العملة نحو مستويات أدنى خلال الفترة المقبلة.

الهزة الأخيرة في سوق العملات المشفرة تأتي في وقت يتسم بعدم اليقين الاقتصادي على مستوى العالم. فترقب تحركات البنوك المركزية، وتضاؤل السيولة المتاحة، وارتفاع عوائد السندات في بعض الأسواق، عوامل تزيد الضغوط على الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية.

ويرى خبراء أن المستثمرين يتجهون حاليًا نحو مراكز أكثر تحفظًا، ما يفاقم موجات البيع في الأصول الرقمية. كما أن التذبذب السريع في بيتكوين يعكس حالة “حساسية مفرطة” تجاه أي إشارات اقتصادية سلبية، سواء كانت مرتبطة بسياسات الفائدة أو التوقعات التضخمية.

تشير بعض التحليلات إلى احتمال أن يختبر السوق مستويات أدنى إذا لم يتمكن السعر من العودة سريعًا فوق منطقة الدعم المفقودة. ويتوقع بعض الباحثين إمكانية تراجع بيتكوين نحو نطاق 80 ألف دولار في حال استمرار ضغوط البيع، في حين يرى آخرون أن هذه الانخفاضات قد تقدّم فرصة دخول جديدة للمستثمرين على المدى البعيد، شرط تحسن الظروف الكلية وعودة السيولة تدريجيًا.

أما صناديق الاستثمار المؤسسية، التي لعبت دورًا مهمًا في دفع الأسعار خلال الأشهر الماضية، فتبدو حالياً أكثر حذرًا، وهو ما قد يطيل فترة التقلبات ويزيد من الضبابية في المشهد القريب.

في المنطقة العربية، حيث تتأثر شريحة واسعة من المستثمرين بتقلبات الأسواق العالمية، يأتي هذا الهبوط في وقت حساس تشهد فيه العملات المحلية ضغوطًا وتواجه فيه السيولة النقدية تحديات. وبينما يرى البعض في تراجع بيتكوين فرصة للشراء عند مستويات أقل، يؤكد محللون أن إدارة المخاطر أصبحت ضرورة لا خيارًا، نظرًا لتصاعد التذبذب واحتمالات تحركات حادّة أخرى.

يقرأون الآن