انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي يَظهرُ فيها تمثالٌ من الشّمع لأمين عام "حزب الله" السابق حسن نصرالله في متحف المشاهير في جعيتا ما أثار اعتراض بعض روّاد مواقع التواصل على أنّ "التمثال لا يليقُ بهيبة نصرالله خصوصاً وأنّه وُضع الى جانب تمثالٍ للفنّانة ماجدة الرّومي وأمام صورة للكونغرس الأميركي"، كما كُتب.
وتبيّن أنّ التمثال وُضع منذ 7 سنوات تقريباً، أي في وقتٍ كان فيه نصرالله على قيد الحياة، ولم يسجّل أي اعتراض من قِبله على الموضوع. ويضمّ المتحف مجموعة كبيرة من تماثيل الشّمع التي تجسّد شخصيّات سياسيّة واجتماعيّة وفنيّة لبنانيّة وعربيّة وعالميّة، وهو مقصدٌ سياحي بارز في لبنان منذ العام 2000، مع العلم أنّ متاحف الشمع منتشرة في مختلف الدّول العالمية، وتُعد من أكثر الوجهات السياحيّة والثقافيّة جاذبيّة حول العالم، إذ تُقدم للزائرين فرصة فريدة للتقارب مع أبرز الشخصيات التاريخيّة والفنيّة والسياسيّة والرياضيّة بطريقة واقعيّة وتفاعليّة.
ومن أبرز هذه المتاحف عالميّاً، متحف مدام توسو في لندن، والذي يُعتبر رائداً في صناعة تماثيل الشمع، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً، ومتحف الشمع في نيويورك، الذي يقدّم تجربة غنيّة تجمع بين الفن والتاريخ والترفيه، بالإضافة إلى متاحف الشمع في باريس وبرلين وهونغ كونغ ودبي، حيث أصبحت هذه المعارض وسيلة تعليمية وتثقيفية إلى جانب كونها مقصداً سياحيّاً رئيسيّاً.
أما بالنسبة لطريقة صناعة تماثيل الشّمع عالميّاً، فالعمليّة تنقسم الى سلسلة خطوات دقيقة تبدأ بجمع صور وقياسات تفصيليّة للشخصيّة، وأحياناً باستخدام تقنيّات المسح الثلاثي الأبعاد لضمان دقّة الملامح. بعدها، يُصنع هيكلٌ داخليٌ من المعدن أو الخشب، ثم يُنحَت نموذج أولي من الطّين يُحدّد شكل الوجه والجسم.
يُذاب الشمع ويُصبّ في قوالب خاصة للحصول على النسخة النهائيّة، ثم تُضاف التفاصيل الدقيقة يدويّاً مثل التجاعيد وملمس البشرة، فيما تُثبت العيون الزجاجيّة ويُزرع الشعر خصلة تلو الأخرى لزيادة الواقعيّة. وفي المرحلة الأخيرة، يُلوَّن التمثال ليعكس لون البشرة الحقيقي، ويُستكمل بالملابس والإكسسوارات لتكتمل الشخصيّة.


