خاص

تتعدد المواقف الإسرائيلية والإيرانية حول السيناريوهات المحتملة بين الدولتين، فالتهديدات الإسرائيلية لم تتوقف منذ انتهاء حرب الاثني عشر يومًا في الثالث عشر من يونيو الماضي، يقابلها تصريحات إيرانية بالتأكيد على الاستعداد لأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وأحيانًا بالتودد إلى أميركا للعودة إلى طاولة المفاوضات والضغط على إسرائيل للحيلولة دون تنفيذ ضربة جديدة.

آخر هذه التصريحات جاء على لسان المتحدث باسم «الحرس الثوري»، الذي أكد أن قواته تستعد لمواجهة «أكثر تعقيدًا» من حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل، لكنه قلل من احتمال تجدد الصراع، مشددًا على أن التهديدات المتداولة حاليًا «ليست إلا عمليات نفسية».

وفي تصريحات مناقضة، وجه كبار الدبلوماسيين الإيرانيين رسائل «واضحة» إلى الإدارة الأميركية بشأن موقف طهران من استئناف المفاوضات، وجاهزيتها لردع أي تجدد محتمل للحرب مع إسرائيل. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منتدى طهران للحوار إنه «لا يوجد بديل للدبلوماسية»، مشددًا على أن الدعوات بشأن استئناف التفاوض «بدأت من جديد بشكل طبيعي، بعد أن اتضح أن العمل العسكري لم يحقق أهدافه».

وفي حديث لموقع "وردنا"، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، د. خطار أبو دياب، أنه لا يمكننا إعطاء تحديد أو سيناريو محكم. حيث تزعم إسرائيل في رسائل بعثتها إلى موسكو وعلمت بها طهران، أنه ليس في نيتها توجيه ضربة في المدى المنظور لإيران. لكن الجانب الإيراني يبدي تخوفًا من ألاعيب إسرائيل، إذ يشير الإيرانيون إلى أنهم في الماضي، بينما كانوا ينتظرون عقد جولة جديدة من المفاوضات، تعرضوا لضربة إسرائيلية مدعومة أمريكيًا. وبالتالي، من ناحية التقدير العلمي، الضغط مستمر على طهران، وآخر وسائله كان تفعيل آلية الزناد في مجلس الأمن الدولي لإعادة العقوبات الأممية على طهران، بالإضافة إلى إدانة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية لعدم تعاون إيران مع الوكالة.

إلا أنه نتيجة للتقدير بأن برنامج طهران النووي وبرنامجها الصاروخي قد تم تأجيلهما، وربما لستة أشهر، فإن عدم قيام إيران بخطوة ما، مثل تجميع اليورانيوم المخصب لتحويله إلى قنابل، يمكن أن يؤدي إلى اشتعال الحرب من جديد. لكن في الظروف الحالية ومع وجود ترامب الطامح لأن يكون صانع السلام، يعتقد أبو دياب أن هناك خيوطًا تفاوضية وأن هناك إمكانيات للضغط على إيران، خاصة أن هناك جناحًا داخل النظام الإيراني يود الوصول إلى نتائج من خلال التفاوض.

وعن إمكانية تحول سلاح حزب الله إلى جزء من التسوية الإيرانية-الإسرائيلية، يقول الكاتب السياسي د. خطار أبو دياب إنه حتى الآن، ترفض إيران وقف التخصيب الذي تشترطه واشنطن، وتسليم المخزون المخصب بنسبة عالية، وكانت في السابق تطلب نقله إلى موسكو. كما كانت تطالب ضمن شروط المفاوضات بتحديد مدى الصواريخ الإيرانية ووقف دعم الأذرع الإيرانية. لكن إيران ترفض حتى الآن وقف تسليح حزب الله، وتؤكد أنها تتفاوض فقط على البرنامج النووي وليس على الأمور الأخرى. وبالتالي، إذا حصل ترتيب ما بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، فإن ذلك سينعكس على التهدئة في المنطقة، كما سينعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على حزب الله.

يقرأون الآن