لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

تراجع حاد في "الترسانة".. هذا هو عدد الصواريخ والقذائف المتبقي لدى "الحزب"

تراجع حاد في

في تقرير موسّع نشرته "معاريف أونلاين"، استعرض الكاتب يعقوب لافين، الباحث في مركز "ألما" الإسرائيلي المتخصص بمتابعة نشاطات حزب الله، صورة قاتمة — وفق وصفه — عن واقع الدولة اللبنانية ووضع الحزب بعد عام على عملية "سهام الشمال" الإسرائيلية التي استهدفت بنية الحزب العسكرية في الجنوب وألحقت بها خسائر كبيرة.

يؤكد لافين في تحليله أنّ لبنان بات يعمل "كقشرة فارغة" — دولة فاشلة بلا مؤسسات فاعلة — بينما يواصل حزب الله تثبيت حضوره كـ"دولة داخل الدولة". ويشير إلى أنّ الفراغ السياسي والاقتصادي والانهيار المالي يسهم في توسّع نفوذ الحزب على حساب الدولة الشرعية.

وينقل لافين عن توم باراك، المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا والسفير السابق لدى تركيا، الذي تحدث في "حوار المنامة" في البحرين، وصفه للبنان بأنه دولة عاجزة: مصرف مركزي مشلول، قطاع مصرفي منهار، دين عام ضخم، وحكومة غير قادرة على إدارة الملفات الأساسية. هذا الانهيار، بحسب باراك كما ينقله لافين، يسمح لحزب الله بالسيطرة على الخدمات الأساسية.

ويقول لافين إن حزب الله بات في جنوب لبنان يقدّم خدمات مدنية كاملة — مياه، تعليم، صحة، مساعدات — عبر مؤسسات بديلة للدولة. وينقل عن باراك قوله: "الدولة هي حزب الله". وهو ما يجعل تنفيذ القرار 1701 المتعلق بنزع سلاح الحزب في الجنوب شبه مستحيل.

في الجانب الاقتصادي، يعرض لافين فجوة ضخمة بين الجيش اللبناني وحزب الله:

راتب عنصر في حزب الله: 2,200 دولار شهريًا

راتب الجندي اللبناني: 275 دولارًا فقط

ويشير الباحث إلى أنّ رواتب حزب الله المرتفعة تموّلها "اقتصادات ظل" تديرها إيران عبر "الحرس الثوري"، الذي حوّل للحزب أكثر من مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025.

وحتى بعدما استهدفت إسرائيل مؤسسة "القرض الحسن" في تشرين الأول 2024، يؤكد لافين أن الحزب أعاد افتتاح فروع المؤسسة خلال أشهر قليلة — بحلول أيار 2025 — في خطوة هدفت إلى طمأنة البيئة الشيعية بأن الحزب لا يزال قادرًا على تأمين الاستقرار المالي رغم انهيار الدولة.

على الصعيد العسكري، يشير لافين إلى فارق هائل في القوة بين الجيش اللبناني (نحو 60 ألف جندي) وحزب الله. فالحزب — وفق البيانات التي استعرضها في مؤتمر المنامة — يمتلك حاليًا ما بين 15 و20 ألف صاروخ وقذيفة، بينها صواريخ دقيقة. ويقدّر "ألما" أنّ هذا العدد هو ما تبقّى من مخزون أصلي كان يبلغ نحو 75 ألف صاروخ قبل عملية "سهام الشمال".

ويضيف التقرير أن الحزب نقل مركز ثقله اللوجستي إلى البقاع، مع الاعتماد على التصنيع المحلي والأنفاق لتجاوز استهداف خطوط الإمداد التقليدية.

في المقابل، يقول لافين إن الجيش اللبناني يعاني نقصًا حادًا في الدبابات الحديثة، ووسائل الاستطلاع، وتقنيات الطائرات المسيّرة، وهو ما يجعله غير قادر على مواجهة الحزب.

كما يشير إلى أنّ ما بين 45% و60% من جنود الجيش اللبناني هم من أبناء الطائفة الشيعية، ما يجعل أي قرار حكومي بمواجهة حزب الله مهددًا بتفجير المؤسسة العسكرية من الداخل وفق خطوط طائفية، وقد يصل — بحسب التحليل — إلى حد إشعال حرب أهلية.

ويخلص لافين إلى أنّ الرهان الدولي على أن يقوم الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله هو "وهم دبلوماسي خطير"، مؤكدًا أنّ الحزب أقوى اقتصاديًا وعسكريًا من الدولة اللبنانية نفسها.

ويؤكد الباحث أنّ المسؤولية في "لجم" تعاظم حزب الله تبقى — من وجهة النظر الإسرائيلية — على عاتق الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد حاليًا على ما يسميه لافين "استراتيجية التفكيك الاستباقي والقضم التدريجي".

يقرأون الآن