أكد الرئيس السوري أحمد الشرع رفضه القاطع لأي طرح يتعلق بانفصال محافظة إدلب عن سوريا، مشدداً على أن وحدة البلاد خط أحمر لا يمكن المساس به، حتى لو كان الثمن سقوط المحافظة، قائلاً: "لا خلي إدلب تسقط لكن تبقى سوريا موحدة".
وجاءت تصريحات الشرع خلال اتصال هاتفي مباشر أجراه مع محافظ اللاذقية محمد عثمان، بالتزامن مع انعقاد اجتماع موسع في مبنى المحافظة بحضور عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية، حيث أكد دعمه الكامل للجهود المبذولة في اللاذقية لتعزيز السلم الأهلي وترسيخ الاستقرار المجتمعي.
وشدد الرئيس السوري على أهمية تفعيل دور لجان الأحياء في مختلف مناطق المحافظة، وضرورة الإصغاء إلى مطالب الأهالي والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق الأمن المجتمعي، معرباً عن تقديره لأهالي اللاذقية ووعيهم الوطني، ومشيداً بتكاتفهم وحرصهم على الوحدة والتهدئة وتغليب المصلحة العامة.
وفي كلمته، أوضح الشرع أن البلاد تشهد اعتراضات على غياب سلطة متفق عليها بشكل كامل، مؤكداً تفهمه للمطالب المحقة التي خرج بها المواطنون خلال اليومين الماضيين، معتبراً أن بعضها يحمل طابعاً سياسياً.
وأشار إلى أن سوريا حققت خلال العام الجاري خطوات كبيرة وإنجازات وصفها بالعظيمة، مؤكداً أن الساحل السوري يمثل أولوية استراتيجية واقتصادية كبرى نظراً لإطلالته على ممرات التجارة العالمية، ودوره المحوري في تعزيز الربط الاقتصادي بين سوريا ودول المنطقة.
وفيما يتعلق بمستقبل النظام الإداري، شدد الشرع على أن المؤسسات السيادية، وعلى رأسها الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد، غير قابلة للتجزئة، موضحاً أن حتى الدول الفيدرالية تحتفظ بمركزية قوية في هذه المؤسسات، وأن الجغرافيا السورية مترابطة ولا يمكن لأي منطقة، بما فيها الساحل، أن تكون سلطة مستقلة منعزلة عن بقية البلاد.
وانتقد الرئيس السوري الدعوات إلى الانفصال أو الفدرالية، معتبراً أن من يروج لها تحكمه مصالح ضيقة وتغيب عنه الرؤية السياسية، مؤكداً أن الفدرالية لا تختلف كثيراً عن الإدارة المحلية المعمول بها حالياً مع تعديلات محدودة.
وختم الشرع حديثه بالتأكيد على أن سوريا دخلت مرحلة تاريخية مفصلية منذ انطلاق معركة "ردع العدوان"، داعياً إلى التفكير بعقلية استراتيجية بعيدة المدى، والتركيز على حماية البلاد من المخاطر الداخلية والخارجية، إلى جانب دفع عجلة التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن تجارب تقاسم السلطة في دول أخرى أثبتت فشلها وتفاقم أزماتها مقارنة بالماضي.


