استدعت وزارة الخارجية التركية، اليوم الخميس، سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بالإنابة للتعبير عن قلق أنقرة إزاء سلسلة الهجمات التي طالت سفناً مرتبطة بروسيا داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا في البحر الأسود. وقالت نائبة وزير الخارجية بيريس إكينجي أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان إن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تصعيداً خطيراً بين موسكو وكييف، مشيرة إلى أن الهجمات وصلت إلى مناطق قريبة من الساحل التركي، وهو ما دفع الوزارة إلى التحرك فوراً وإبلاغ الطرفين بمخاوفها.
وجاء هذا التوتر بعد ضربات أوكرانية استهدفت مرسى نفطياً وسفناً تابعة لروسيا، وردّت موسكو باتهام كييف بالهجوم على سفينة ثالثة تحمل زيت دوار الشمس، وهو ما نفته أوكرانيا. وترافق ذلك مع تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي هدّد بحرمان أوكرانيا من منفذ بحري، فيما عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أسفه لتصعيد وصفه بأنه “مقلق”، داعياً إلى ضبط النفس.
وفي سياق متصل، شدّدت أنقرة مجدداً على ضرورة تحييد البنية التحتية للطاقة عن الصراع، نظراً لحساسيتها وتأثيرها المباشر على الأسواق العالمية. وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إن بلاده تعمل للحفاظ على تدفقات الطاقة دون انقطاع عبر البحر الأسود والمضائق التركية وخطوط الأنابيب، محذراً من أن أي اضطراب ستكون له انعكاسات واسعة.
وردّ بيرقدار أيضاً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعا أنقرة إلى وقف شراء النفط الروسي، مؤكداً أن موسكو تبقى مورّداً موثوقاً للغاز، إذ زوّدت تركيا بنحو 40% من احتياجاتها في 2024، بعد أن وصلت النسبة سابقاً إلى 60%. وأوضح الوزير أن بلاده لا ترغب في الاعتماد على مصدر واحد، وأنها تحتاج إلى مزيج من الإمدادات يشمل روسيا وإيران وأذربيجان وغيرها، مشيراً إلى أن أنقرة تجري مفاوضات مع موسكو لتمديد عقد الغاز الذي ينتهي نهاية ديسمبر/كانون الأول.


