طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين، المساعدة في توفير الظروف الأمنية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية في بلاده، مؤكداً أن أوكرانيا قد تصبح جاهزة للاقتراع خلال 60 إلى 90 يومًا في حال توافر الدعم المطلوب. ونقلت قناة "نحن أوكرانيا" عن زيلينسكي قوله: "أطلب من الولايات المتحدة وشركائنا الأوروبيين مساعدتنا في تأمين السلامة لإجراء الانتخابات. كما أطلب من البرلمان إعداد مقترحات تشريعية لتعديل الأساس القانوني المتعلق بالانتخابات أثناء الأحكام العرفية."
وجاء موقف زيلينسكي عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيها إن "الأوكرانيين لهم الحق في اختيار رئيسهم، والوقت مناسب لذلك"، معتبرًا أن السلطات الأوكرانية تستخدم الأحكام العرفية "ذريعة" لعدم إجراء التصويت. وكان ترامب قد وصف زيلينسكي في فبراير الماضي بـ"الديكتاتور من دون انتخابات"، مشيرًا إلى انخفاض شعبيته إلى نحو 4%.
وانتهت الولاية الدستورية لزيلينسكي في 20 أيار/مايو 2024، فيما تعذَّر إجراء انتخابات جديدة بسبب الأحكام العرفية والتعبئة العامة التي فرضتها الحرب. وكان زيلينسكي قد أعلن سابقًا أن تنظيم الانتخابات في ظلّ التشريع الحالي "أمر مستحيل".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن ممثلي ترامب منحوا زيلينسكي "عدة أيام" للرد على مقترح سلام يتضمن اعتراف كييف بفقدان بعض الأراضي. وطلب زيلينسكي مهلة للتشاور مع القادة الأوروبيين لتفادي "انقسام الوحدة الغربية". ويتوقع البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق بشأن التسوية قبل 25 ديسمبر.
وربَطت الصحيفة بين هذه التطورات وزيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر إلى الكرملين الأسبوع الماضي، حيث ناقشا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المبادرة الأميركية للسلام خلال محادثات استمرت خمس ساعات. وأشار بوتين لاحقًا إلى أن الخطة التي تتضمن 27 بندًا و4 حزم "تضم نقاطًا لا توافق عليها موسكو".
وكان زيلينسكي قد أجرى قبل ذلك محادثات في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، لمناقشة المبادرة الأميركية، وسط تقارير أوكرانية تفيد بأنه جدد رفضه تقديم تنازلات إقليمية.
ونقل موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة أن التطورات الأخيرة "تثير انزعاج بعض ممثلي البيت الأبيض"، الذين يرون أن مواقف الأوروبيين تشكل "العائق الرئيسي" أمام التوصل إلى صفقة سلام في المدى القريب.