كشفت وثيقة أميركية بالغة السرية سُرِّبت تفاصيلها إلى وسائل الإعلام يوم الخميس، عن تقييم مقلق لمستقبل ميزان القوى في غرب المحيط الهادئ، محذّرة من أن الصواريخ الفرط صوتية الصينية باتت قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية خلال دقائق، في سيناريو اعتبرته الوثيقة نهاية محتملة لـ"التفوق الساحق" الذي تتمتع به واشنطن منذ عقود.
وقالت صحيفة تلغراف البريطانية إن الوثيقة، المعروفة باسم "موجز التفوق"، ترجّح أن أي مواجهة عسكرية حول تايوان قد تحمل تحوّلاً جذرياً في الهيمنة العسكرية بالمنطقة، مع اتساع قدرات الصين الصاروخية والتكنولوجية، واقتران ذلك بقدرة هائلة على الإنتاج الضخم منخفض التكلفة.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن مسؤولاً في الأمن القومي بإدارة الرئيس جو بايدن أصيب بالذعر بعد اطلاعه على حجم البدائل التي طوّرتها بكين لمواجهة التكتيكات الأميركية، فيما أكد مراسل تلغراف في واشنطن، بنديكت سميث، أن الوثيقة تتضمن تحذيراً صريحاً من أن الصين تتمتع الآن بـ ميزة عسكرية حاسمة قد تمكّنها من هزيمة الولايات المتحدة في صراع محتمل حول تايوان.
ويرجع التقرير هذا الخلل إلى تباين جذري في الاستراتيجيات العسكرية بين البلدين؛ إذ تعتمد واشنطن على أسلحة متطورة وباهظة الثمن يصعب إنتاجها بأعداد كبيرة، بينما تركز الصين على إنتاج أنظمة أرخص وأكثر عدداً تمنحها تفوقاً كمياً واضحاً.
وتعكس المناورات الحربية التي تجريها وزارة الدفاع الأميركية هذا الواقع، إذ تتكبد القوات الأميركية خلالها خسائر واسعة تشمل عشرات السفن والغواصات وحاملات الطائرات، إضافة إلى أكثر من 100 طائرة من طراز F-35. وتشير الوثيقة إلى أن حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" غالباً ما تُصاب أو تُغرق في هذه السيناريوهات التدريبية.
ويتزامن ذلك مع توسع غير مسبوق في الترسانة الصينية، التي تضم وفق التقرير نحو 600 صاروخ فرط صوتي يمكنها التحليق بسرعة تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت، بينما تصل سرعة بعضها، مثل YJ-17 المدمّر للسفن، إلى 8 أضعاف سرعة الصوت، ما يشكل تهديداً مباشراً لحاملات الطائرات الأميركية، بحسب وزير الدفاع الأميركي بالوكالة بيت هيغسيث.
وتبرز الوثيقة كذلك إشكالات بنيوية في الصناعات الدفاعية الأميركية، حيث تهيمن خمس شركات كبرى على سوق التسلح، وتواصل إنتاج الأسلحة ذاتها بتكاليف متزايدة، في وقت أثبتت فيه الحروب الحديثة — وعلى رأسها حرب أوكرانيا — أن الأسلحة منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيّرة أكثر فعالية في ساحات القتال.
وفي إطار معالجة هذا الخلل، خصّص الكونغرس مليار دولار لإنتاج 340 ألف طائرة مسيّرة صغيرة، بينما كلّف الرئيس دونالد ترامب قائد القوات المسلحة دان دريسكول بإدارة ملف المسيّرات بهدف تحديث القدرات الأميركية ومواجهة التنامي السريع في تكنولوجيا المسيّرات لدى الخصوم.


